المبحث الثاني
لا حقيقة للون عند بعض الناس
(قال : المبحث الثاني : من الناس من زعم أنه لا حقيقة للون وإنما يتخيل إن بياض من مخالطة الضوء للأجسام الشفافة كما في الثلج ، والزبد ومسحوق البللور والزجاج (١) والسواد من عدم غور الضوء في الجسم ولهذا ينسب إلى الماء حيث يخرج الهواء فلا يكمل نفوذ الضوء على ما يشاهد في الثوب المبلول والبواقي من اختلاف في (٢) الأمرين.
والحق أن هذا بعض أسباب الحصول على ما قال ابن سينا شك (٣) في حدوث البياض بما ذكر ، لكنا ندعي حدوثه بغيره كما في البيض المسلوق ، لبن العذراء والجص ، واتقصر بعضهم على نفي البياض لما أنه ينسلخ ويقبل بحثه الألوان ، بخلاف السواد وضعفه (٤) ظاهر).
__________________
(١) البلّور نوع من الزجاج ، والزجاج مادة صلبة شفافة قصفة الكسر تتركب أساسا من بعض بيكات والقلويات مع مادة قلوية كالصودا أو البوتاس ، ويحصل على الزجاج من خلط بعض انواع الرمال الناعمة او الصوديوم مع الكلس وكسر الزجاج وصهرها في درجة حرارة عالية. استقرت صناعته في مصر في أثناء القرن ١٦ ق. م ، وقد عثر في الحفائر على عدة نماذج معتمة وملونة. برع الرومان وسلالتهم إلى اليوم في صناعة الزجاج ، واشتهر صناع البندقية عدة قرون بعد أيام الصليبيين بعمل نماذج طريفة وجميلة ، وورث المسلمون صناعة الزجاج عن أهالي البلاد التي خضعت لهم بايران والعراق وسورية ومصر منذ القرن السابع ووصلت صناعته بمصر في القرن ١٠ ذروة عالية على أيام الفاطميين ثم المماليك.
(راجع الموسوعة العربية الميسرة ص ٩٢٢٠).
(٢) في (ب) بزيادة حرف الجر (في).
(٣) في (أ) و (ب) لا شك.
(٤) في (أ) و (ب) بزيادة لفظ (وضعفه).