المبحث الثاني
تمايز الصوت بكيفية عما يماثله
(قال : المبحث الثاني : قد تعرض للصوت كيفية بها يمتاز عما يماثله في الحدة والثقل تميزا في المسموع وهو الحرف (١)).
يتميز عن صوت آخر يماثله في الحدة والثقل تميزا في المسموع والحرف وهي تلك الكيفية العارضة في عبارة ابن سينا (٢) ، وذلك الصوت المعروض في عبارة جمع من المحققين (٣) ، ومجموع العارض والمعروض في عبارة البعض وكأنه أشبه بالحق وقيد المماثلة بالحدة والثقل أي الزيرية والبمية ، احترازا عنهما ، فإن كلا منهما يفيد تميز صوت عن صوت آخر تميزا في المسموع لكن في صوتين يكونان مختلفين بالحدة والثقل ضرورة.
وقيد التميز بالمسموع احترازا عن مثل الطول والقصر والطيب وغيره فإن التميز بها لا يكون تميزا في المسموع لأنها ليست بمسموعة ، إلا أن في كونها من الكيفيات نظرا. فالأولى : أنه احتراز عن مثل الغنة (٤) والبحوحة.
__________________
(١) الحرف : يقال : حرف كل شيء طرفه وشفيره وحده ، ومنه حرف الجبل وهو أعلاه المحدد. قال الفراء جمع حرف : حرف كعنب قال تعالى : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللهَ عَلى حَرْفٍ) أي على وجه وهو أن يعبده في السراء دون الضراء وقيل : على شك.
(راجع بصائر ذوي التمييز ج ٢ ص ٤٤٢).
(٢) عبارة ابن سينا : بأنه كيفيّة تعرض للصوت بها يمتاز عن مثله في الجدة والثقل تميزا في المسموع.
(٣) في (أ) جميع المحققين.
(٤) في (أ) الفنة بالفاء وهو تحريف.