قد سبق أن الوحدة قد تعرض لنفس الوحدة كما يقال : وحدة واحدة ، ووحدات كثيرة ، ولغيرها فهذا بيان لأقسامها ، باعتبار المعروض تنبيها على بعض الاصطلاحات وعلى اختلاف معناها بحسب الأفراد فموضوع الوحدة إما أن يكون معروضا للكثرة ، بأن يصدق على كثيرين أو لا فإن لم يكن ، فإما أن يكون له مفهوم سوى عدم (١) الانقسام أو لا فإن لم يمكن له مفهوم سوى عدم الانقسام. كما في قولنا وحدة واحدة ، فهو الوحدة على الإطلاق وإن كان له مفهوم سوى ذلك ، فإما أن يكون ذلك (٢) المفهوم قابلا ، أو لا فإن لم يكن ، فإما أن يكون بحيث يمكن أن يشار إليه إشارة حسية أو لا فالأول النقطة ، والثاني المفارق ، وإن كان قابلا للقسمة ، فقبوله القسمة للانقسام (٣) ، إما بالذات وهو الكم أو بالعرض وهو الجسم ، فإن كان بسيطا متشابه الأقسام فهو الواحد بالاتصال ، وإن كان مركبا مختلف الأقسام ، فهو الواحد بالاجتماع. والكم أيضا من قبيل الواحد بالاتصال، وقد يقال الواحد بالاتصال بمقدارين يلتقيان عند حد مشترك (٤) كضلعي (٥) الزاوية ، ولجسمين يتلازم طرفاهما بحيث يتحرك أحدهما بحركة الاخر ، سواء كان الالتئام (٦) طبيعيا كاللحم مع العظم أو لا كأجزاء السلسلة. قال الإمام : الأجسام المتشابهة إن اعتبر حالها قبل حصول الانقسام فهو الواحد بالاتصال ، لأن صورته وهيولاه واحدة ، وإن (٧) أمكن أن يعرض فيه أجزاء تتلاقى عند حد مشترك ، وإن اعتبر حالها عند حصول القسمة ، فإنه لا بد أن تكون تلك الأجزاء من شأنها أن تتحد موضوعاتها بالفعل ، لا كأشخاص الناس ، فإنه ليس من شأنها الاتحاد فهذا القسم مع أنه واحد بالنوع ، واحد بالموضوع ، يعني أن المياه المتكثرة
__________________
(١) سقط من (أ) لفظ (عدم).
(٢) سقط من (ب) لفظ (ذلك).
(٣) في (أ) بزيادة (للانقسام).
(٤) في (أ) بزيادة (مشترك).
(٥) في (أ) كضاهي وهو تحريف.
(٦) في (ب) الالتحام بدلا من (الالتئام).
(٧) سقط من (ب) حرف (إن).