المبحث السابع
العقل مناط التكليف
(قال : المبحث السابع : العقل (١) الذي هو مناط التكليف
قال الشيخ : هو العلم ببعض الضروريات.
وقيل : القوة التى تحصل عند ذلك بحيث يتمكن بها من اكتساب النظريات ، وهو معنى الغريزة التى يتبعها العلم بالضروريات عند سلامة الآلات ، والقوة التى بها يميز بين الأمور الحسنة والقبيحة).
لا خلاف فى أن مناط التكاليف الشرعية هو العقل حتى لا يتوجه على فاقديه من الصبيان والمجانين والبهائم ، وسيجيء أن لفظ العقل مشترك بين
__________________
(١) العقل في اللغة : هو الحجى والنهى ، وقد سمي بذلك تشبيها بعقل الناقة ، لأنه يمنع صاحبه من العدول عن سواء السبيل كما يمنع العقال الناقة من الشرود.
والجمهور يطلق العقل على ثلاثة أوجه. الأول : يرجع إلى وقار الإنسان وهيئة ، ويكون حده أنه هيئة محمودة للإنسان في كلامه واختياره وحركاته وسكناته. والثاني : يراد به ما يكتسبه الإنسان بالتجارب من الأحكام الكلية ، فيكون حده أنه معان مجتمعة في الذهن تكون مقدمات تستنبط بها الأغراض والمصالح والثالث : يراد به صحة الفطرة الأولى في الإنسان ، فيكون حده أنه قوة تدرك صفات الأشياء من حسنها وقبحها وكمالها ونقصانها.
(راجع معيار العلم للغزالي ص ١٦٢).
أما الفلاسفة فيطلقون العقل على المعاني الآتية : ١ ـ أول هذه المعاني قولهم : إن العقل جوهر بسيط مدرك للأشياء بحقائقها.
(الكندي : رسالة في حدود الأشياء ورسومها).
وهذا الجوهر ليس مركبا من قوة قابلة لفساد (ابن سينا : الإشارات ص ١٧٨).