المبحث الأول
تعريف الإرادة
(قال : ومنها الإرادة (١).
وفيها بحثان :
البحث الأول الأشبه أن معناها واضح عند العقل ومغاير للشهوة ولذا قد يريد الإنسان ما لا يشتهيه ، أو بالعكس وجمهور المعتزلة على أنها اعتقاد النفع ، أو ميل يتبعه. وعندنا ليس ذلك شرطا لها فضلا عن أن يكون نفسها لما أن الهارب من السبع يسلك أحد الطريقين من غير اعتقاد نفع أو وجود ميل يتبعه.
وما ذكره أصحابنا من أنها صفة بها يرجح الفاعل أحد مقدوريه من الفعل أو الترك لا يفيد مغايرتها للاعتقاد والميل ، ولا لزوم لكون متعلق كل من الإرادة والكراهة (٢) قد يكون إرادة وكراهة).
__________________
(١) الإرادة : موضوعة في اللغة لتعيين ما فيه غرض ، وهي في الأصل طلب الشيء ، أو شوق الفاعل إلى الفعل، إذا فعله كف الشوق وحصل المراد.
(راجع تهافت التهافت لابن رشد ص ٤).
ولها عند الفلاسفة عدة معان. الإرادة : هي نزوع النفس وميلها إلى الفعل بحيث يحملها عليه ، وهي قوة مركبة من شهوة وحاجة وأمل. والإرادة : هي القوة التي هي مبدأ النزوع وتكون قبل الفعل. والإرادة : هي اعتقاد النفع أو ظنه ، وقيل ميل يتبع ذلك فإذا اعتقدنا أن الفعل الفلاني فيه جلب نفع ، أو دفع ضرر ، وجدنا من أنفسنا ميلا إليه.
(المواقف للإيجي ج ٢ ص ٢١٥).
(٢) في (ج) بزيادة جملة (مقدورا ليبطل ما قبل أن تعلق).