فقط مختلف فيها كالقوى الفلكية والنباتية ، والمراد استعداد التأثير ليشمل القدرة الحادثة على رأينا.
ولهذا قيل صفة بها يتمكن من الفعل والترك).
لفظ القدرة يقال للصفة التي بها يتمكن الحيوان من مزاولة أفعال شاقة ، ويقابلها الضعف وقد يقال لصفة المؤثرية ، فيفسر بصفة هي مبدأ التغير من شيء في خر من حيث هو آخر فقوله في آخر إشعار بوجوب التغاير بين المؤثر والمتأثر ، وقيد الحيثية إشعار بأنه يكفي التغاير بحسب الاعتبار كالطبيب يعالج نفسه فيؤثر من حيث إنه عالم بالصناعة ، ويتأثر من حيث إنه جسم ينفعل عما يلاقيه من الدواء ، وهذا بالنظر إلى ظاهر الإطلاق ، وإلا فعند التحقيق التأثير للنفس والتأثر للبدن ، ولو مثل بالمعالج نفسه في تهذيب الأخلاق وتبديل الملكات لكان أقرب ، ثم القوة التي هي وصف المؤثرية إما أن تكون مع قصد وشعور بأثرها أو لا وعلى التقديرين فإما أن تكون آثارها مختلفة أو لا ، فالأولى وهي الصفة المؤثرة مع القصد والشعور واختلاف الآثار والأفعال هي القوة الحيوانية المسماة بالقدرة ، والثانية وهي القوة المؤثرية على سبيل القصد والشعور. (لكن على نهج واحد من غير اختلاف في آثارها وهي القوة الفلكية ، والثالثة وهي المبدأ لآثار وأفعال مختلفة لا على سبيل القصد والشعور) (١). هي القوة النباتية ، والرابعة وهي مبدأ الأثر على نهج واحد بدون القصد والشعور هي القوة العنصرية ، وهذه كلها من أقسام العرض على ما يشعر به لفظ الصفة وهي المبادي القريبة للأفعال ، وإما أن لكل منها أو لبعضها مبادي من قبيل الجواهر تسمى بالصور النوعية والنفوس فذلك بحث آخر ، وقد ينازع في إثبات القوى الفلكية والنباتية إذا أريد بها غير النفوس والصور إذا تقرر هذا فنقول :
اعتبر بعضهم في كون القوة قدرة مقارنتها للقصد (٢) والشعور ففسر القدرة
__________________
(١) ما بين القوسين سقط من (ب).
(٢) القصد : توجه النفس إلى الشيء أو انبعاثها نحو ما تراه موافقا وهو مرادف للنية ، وأكثر استعماله في التعبير عن التوجه الإرادي أو العملي ، وإن كان بعض الفلاسفة يطلقونه على التوجه ـ