بصفة تؤثر وفق الإرادة فخرج من الصفات ما لا يؤثر كالعلم وما يؤثر لا على وفق الإرادة كالقوى النباتية والعنصرية ، وأما النفوس والصور النوعية التي هي من قبيل الجواهر فلا تشملها الصفة.
واعتبر بعضهم اختلاف الآثار. ففسر القدرة بصفة تكون مبدأ لأفعال مختلفة فالقوة الحيوانية تكون قدرة بالتفسيرين (لمقارنتها القصد والاختلاف ، والقوة العنصرية لا تكون قدرة بشيء من التفسيرين لخلوها عن الأمرين ، والقوة الفلكية قدرة بالتفسير) (١) الأول دون الثاني والنباتية بالعكس وهذا ظاهر فبين التفسيرين عموم من وجه ، فإن قيل القدرة الحادثة غير مؤثرة عند الشيخ فلا تدخل في شيء من التعريفين.
قلنا : ليس المراد التأثير بالفعل بل بالقوة بمعنى أنه صفة شأنها التفسير (٢) والإيجاد على ما صرح به الآمدي حيث قال :
القدرة صفة وجودية من شأنها تأتي الإيجاد والإحداث بها على وجه يتصور ممن قامت به الفعل بدلا عن الترك ، والترك بدلا عن الفعل ، والقدرة الحادثة كذلك لكن لم تؤثر لوقوع متعلقها بقدرة الله تعالى على ما سيجيء إن شاء الله تعالى وبهذا يندفع ما يقال : لا بد من القول بكون فعل العبد بقدرته على ما هو مذهب المعتزلة (٣) ، أو بنفي قدرة العبد أصلا على ما ذهب إليه جهم
__________________
ـ الذهني. فالفلاسفة المدرسيون يطلقون لفظ القصد على اتجاه الذهن نحو موضوع معين ، ويسمون إدراكه المباشر لهذا الموضوع بالقصد الأول وتفكيره في هذا الإدراك بالقصد الثاني.
والفلاسفة الظواهريون والوجوديون يطلقون لفظ القصد على تركيز الشعور في بعض الظواهر النفسية كالادراك الحسي والتخيل والذاكرة لتفسيرها وتوضيح أسبابها فمعنى القصد عندهم قريب من معناه عند المدرسيين.
(١) ما بين القوسين سقط من (ب).
(٢) في (ب) التأثير بدلا من (التفسير).
(٣) راجع ما كتبه القاضي عبد الجبار في خلق أفعال العباد في كتابه (شرح الأصول الخمسة) تحقيق الدكتور عبد الكريم عثمان ص ٣٢٣ وما بعدها.