الأول فاعلي والثاني مادي أو الأول آلي والثاني فاعلي ، وأما المرض فجعله تارة ملكة أو حالة مضادة للصحة ، وتارة عدم ملكة لها بناء على أنه قد يطلق على زوال الصحة ، وقد يطلق على ما يحدث عنده من المبدأ للآفة في الأفعال ، وعلى تقدير التضاد فهما من جنس الكيفية النفسانية وقد يذكر عند تعداد أنواعهما ما يدل على أن كليهما أو المرض خاصة من قبيل المحسوسات ، أو غير الكيفيات وهو تسامح).
أي من الكيفيات النفسانية الصحة والمرض.
أما الصحة فقد عرفها ابن سينا في أول القانون بأنها : ملكة أو حالة يصدر عنها الأفعال من الموضوع لها سليمة وليست كلمة أو لترديد المنافي للتحديد ، بل للتنبيه على أن جنس الصحة هو الكيفية النفسانية سواء كانت راسخة أو غير راسخة ، ولا يختص بالراسخة كما زعم البعض على ما قال في الشفاء إنها ملكة في الجسم الحيواني يصدر عنه لأجلها أفعاله الطبيعية وغيرها على المجرى الطبيعي غير مألوفة فأورد ما هو صحة بالإنفاق وهذا ما قيل : إن جنسها هو المسمى بالحال أو الملكة ، وليس هناك شك في ذاتي للصحة ولا في عرضي على ما قال الإمام إنه لا يلزم من الشك في اندراج الصحة بحسب (١) الحال أو الملكة شك في شيء من مقومات (٢) الصحة ، بل في بعض عوارضها.
لأن المخالفة بين الحال والملكة إنما هي بعارض الرسوخ (٣) وعدمه وإنما قدم الملكة على الحال في الذكر مع أنها متأخرة (٤) عنه في الوجود حيث تكون الكيفية أولا حالا ثم تصير ملكة لأن الملكة لرسوخها أشرف من الحال ، ولأنها أغلب في الصحة وقال الإمام : لأنها لم يقع اختلاف في كونها صحة بخلاف الحال ولأنها غاية الحال ، والغاية متقدمة في العلية وهذا التعريف يتناول صحة الإنسان وغيره من الحيوانات وما ذكر الإمام من أنه يتناول صحة النبات أيضا وهو ما إذا كان أفعاله من الجذب (٥) والهضم سليمة ليس بمستقيم لأن الحال والملكة
__________________
(١) في (أ) تحت وهو تحريف.
(٢) في (ب) مقولات بدلا من (مقومات).
(٣) في (ب) الموضوع بدلا من (الرسوخ).
(٤) في (ب) متنافرة بدلا من (متأخرة).
(٥) في (ب) الجدب بالدال بدلا من (الذال).