حقيقة الأين
قال : (الفصل الرابع في الأين) (١)
وهو الكون في الخير وسلوكه على طريقين : الأول للمتكلمين وهو مبحثان :
المبحث الأول
(المبحث الأول : الكون وجوده ضروري وأنواعه أربعة لأن حصول الجوهر في الحيز إن اعتبر بالنسبة إلى جوهر آخر فإن أمكن تخلل ثالث بينهما ، فافتراق على تفاوت أقسامه في القرب والبعد ، وإلا فاجتماع ، ومن أسمائه المجاورة والمماسة على الأقرب.
__________________
(١) أين سؤال عن مكان ، فإذا قلت : أين زيد ، فإنما تسأل عن مكانه وهو إحدى مقولات أرسطو ، أطلقه الفلاسفة على المحل الذي ينسب إليه الجسم ، فقال ابن سينا : الأين : هو كون الجوهر في مكانه الذي يكون فيه ككون زيد في السوق.
راجع النجاة ص ١٢٨).
وقال الغزالي : من الأين ما هو أين بذاته ، ومنه ما هو مضاف ، فالذي هو أين بذاته كقولنا : زيد في الدار أو في السوق ، وما هو أين بالإضافة فهو مثل فوق وأسفل ويمنه ويسيره ، ولكن لا يكون للجسم أين مضاف ما لم يكن له أين بذاته.
(راجع معيار العلم للغزالي ص ٢٠٧).
وقال ابن رشد : ومثال ذلك أن الأين كما قيل هو نسبة الجسم إلى المكان فالمكان مأخوذ في حده الجسم ضرورة ، وليس من ضرورة حد الجسم أن يؤخذ في حده المكان ، ولا هو من المضاف ، فأن أخذ من حيث هو متمكن لحقته الإضافة ، وصارت هذه المقولة بجهة ما ، داخلة تحت مقولة الإضافة. مختصر ما بعد الطبيعة ص ٨).