المبحث الثالث
أحوال الحركة ولوازمها
(قال : المبحث الثالث :
لا بد للحركة ما منه وهو المبدأ وما إليه وهو المنتهي وما فيه وهو المقولة وما به وهو المحرك ، وما له وهو المتحرك ، ومن الزمان وهذا التعلق بالزمان غير تعلق الحركة التي منها الزمان ، فإنها هناك بمنزلة المتبوع ، وهاهنا بمنزلة التابع. أما المبدأ أو المنتهي فنسبة كل منهما إلى الحركة تضايف ، وإلى الآخر تضاد ، فيتضاد محلاهما. وإن اتحدا بالذات كما في الحركة المستديرة ، أو تضادا بالذات أيضا ، كما في الحركة من البياض إلى السواد ، أو باعتبار عارض آخر كما في الحركة من المركز إلى المحيط).
الحركة تفتقر إلى ستة أمور (١) : ١ ـ ما منه الحركة وهو المبدأ (٢). ٢ ـ ما إليه الحركة وهي المنتهى (٣). ٣ ـ ما فيه الحركة وهو المقولية أي الجنس العالي الذي ينتقل المتحرك من نوع منه إلى نوع آخر أو من صنف من نوع إلى صنف آخر. ٤ ـ ما به الحركة أي سببها الفاعلي وهو المحرك. ٥ ـ ما له الحركة أي سببها المادي وهو المتحرك. ٦ ـ الزمان الذي يقع فيه الحركة وهذا التعلق بالزمان غير تعلق الحركة التي منها الزمان لأن الحركة هنا بمنزلة المتبوع لكونها معروضا للزمان وهاهنا
__________________
(١) راجع ما كتبه صاحب المواقف في افتقار الحركة إلى أمور ستة المقصد الخامس الجزء السادس ص ٢٢٩.
(٢) أي المبدأ.
(٣) وذلك أن اقتضاء الحركة ثبوت المبدأ والمنتهى بالفعل إنما يكون في الحركة المستقيمة.