الأقطار. وقد يقال له الذبول أيضا ، وتحقيق الكلام أنه إذا ورد على لجسم ما يزيد في مقداره، فإذا أحدثت الزيادة منافذ في الأصل فدخلت فيها ، واشتبهت بطبيعة الأصل ، واندفعت أجزاء الأصل إلى جميع الأقطار على نسبة واحدة في نوعه ، فذلك هو النمو وزواله بسبب انفصال تلك الأجزاء عن أجزاء الأصل هو الذبول ، وإذا لم يقو الغذاء على تفريق الأجزاء الأصلية والنفوذ فيها ، بل انضم إليها من غير أن يتحرك الأعضاء الأصلية إلى الزيادة، وإن كان الجسم متحركا إلى الزيادة في الجملة ، فذلك هو السمن ، وانتقاصه هو (١) الهزال فالمخصوص باسم النمو (٢) والذبول حركة الأعضاء الأصلية.
(قال : الرابعة :
الكيف كتسود العنب ، وتسخن الماء مع الجزم بعدم الكون فيه أو الورود عليه).
يعني من المقولات التي يقع فيها الحركة الكيف (٣) ويسمى استحالة ، وذلك كانتقال العنب من البياض إلى السواد ، وانتقال الماء من البرودة إلى الحرارة شيئا فشيئا على التدريج وأنكر بعضهم ذلك ، فمنهم من زعم أن في الماء مثلا أجزاء نارية كامنة تبرز بالأسباب الخارجة فيحس بالحرارة ، ومنهم من زعم أنه يرد عليه من الخارج أجزاء نارية ، ومنهم من زعم أن بعض أجزائه يصير نارا بطريق الكون والفساد ، والكل فاسد بدلائل وأمارات ، ربما تلحق الحكم بالضروريات على ما فصل في المطولات أدناها أن جبلا من
__________________
(١) في (أ) بزيادة لفظ (هو).
(٢) في (ب) الغد وهو تحريف.
(٣) الكيف : اسم لما يجاب به عن السؤال بكم. (راجع كليات أبي البقاء) ومعناها : صفة الشيء وصورته وحاله ، وهي إحدى مقولات أرسطو وقد عرفها القدماء بقولهم : الكيف : هيئة قارة في الشيء لا يقتضي قسمة ولا نسبة لذاته فقوله : هيئة يشمل الأعراض كلها ، وقوله قارة في الشيء احتراز عن الهيئة الغير قارة ، كالحركة والزمان ، والفعل والانفعال : قوله لا يقتضي قسمة ، يخرج الكم ، وقوله : ولا نسبه يخرج الاعراض ، وقوله : لذاته : ليدخل فيه الكيفيات المقتضية للقسم والنسبة بواسطة اقتضاء محلها ذلك.
(راجع تعريفات الجرجاني).