وذلك لأنه لو قبل الاشتداد) (١) فإما أن يبقى في وسط الاشتداد نوع الجوهر الذي منه الانتقال ، فلا يكون التغير فيه ، بل في لوازمه ، أو لا يبقى ، فيكون ذلك انتفاء (٢) لا اشتدادا ، وهذا منقوص بالحركة في الكيف. وقد يحتج بأن المتحرك لا بد أن يكون (٣) موجودا والمادة وحدها غير موجودة لما سيجيء من امتناع وجودها بدون الصورة ، وتحقيقه أن الحركة في الصور إنما تكون بتعاقب الصور على المادة بحيث لا تبقى بلا صورة (٤) زمانا ، ما(٥) وعدم الصورة توجب عدم المادة لكونها مقومة للمادة بخلاف الكيف ، فإن عدمه لا يوجب عدم المحل.
وجوابه : ما سيجيء من أن تقوم المادة إنما هو بصورة ما فعدم الصورة المعينة إنما يوجب عدمها لو لم (٦) يستعقب حدوث صورة أخرى ، وأما ما قيل من (٧) أن تغيرات الجواهر أعني الأجسام بصورها لا تقع في كل آن (٨) زمان ، لأن الصور لا تشاد ولا تضعف، بل تقع في آن (تغيرات الجواهر) (٩) وتغيراتها بكيفياتها وكمياتها وأيونها وأوضاعها تقع في زمان لأنها تشتد وتضعف ومعنى الاشتداد هو اعتبار المحل الواحد الثابت بالقياس إلى حال فيه غير قار تتبدل نوعيته إذا قيس ما يوجد فيه (١٠) في آن ما إلى ما يوجد في آن آخر بحيث يكون ما يوجد في كل آن متوسطا بين ما يوجد في الآنين المحيطين به ، ويتجدد جميعها على ذلك المحل المتقوم دونها من حيث هو متوجه بتلك التجددات إلى غاية ما ، ومعنى الضعف هو ذلك المعنى بعينه ، إلا أنه يؤخذ من حيث هو منصرف بها عن تلك الغاية ، فالأخذ في الشدة والضعف هو المحل لا الحال المتجدد المتصرم ، ولا شك أن مثل هذا الحال يكون عرضا لتقوم المحل دون
__________________
(١) ما بين القوسين سقط من (ب).
(٢) في (ب) انتقاله بدلا من (انتفاء).
(٣) في (ب) بزيادة لفظ (يكون).
(٤) في (ب) بزيادة لفظ (بلا).
(٥) سقط من (أ) لفظ (ما).
(٦) في (أ) بزيادة لفظ (لو لم).
(٧) في (أ) بزيادة لفظ (من).
(٨) في (ب) بزيادة لفظ (كل آن).
(٩) ما بين القوسين سقط من (ب).
(١٠) في (أ) فيه بدلا من (منه).