المبحث الرابع
اختلاف الحركات بالماهية والعوارض واتحادها بالشخص
(قال : المبحث الرابع :
تعلق الحركة بما فيه ، وما منه وما إليه يكاد يكون ذاتيا يوجب الاختلاف فيه. الاختلاف في الماهية ، وبما عداها عرضيا يوجب الاختلاف فيه. الاختلاف في الهوية فقط ، سوى المتحرك ، فإن اختلافه لا يقدح في هويتها الاتصالية الواحدة بالذات ، وإن كانت بتوهم فيها كثرة باعتبار النسب إلى المحركات ، فلذا كانت وحدتها النوعية بوحدة الأمور الثلاثة والشخصية بوحدة ما سوى المحرك).
اختلاف الحركات قد يكون بالماهية ، وقد يكون بالعوارض ، واتحادها قد يكون بالشخص ، وقد يكون بالنوع ، وقد يكون بالجنس ، ثم قد يوصف بالتضاد (١) ، وقد يوصف بالانقسام ، فيشير في هذا المبحث إلى بيان ماهية ذلك (٢) الحركة. وقد سبق أن الحركة تتعلق بأمور ستة.
فاتفقوا على أن تعلقها بثلاثة منها وهي ما فيه وما منه وما إليه بمنزلة الذاتي يختلف باختلاف ماهية الحركة ، وتعلقها بالثلاثة الباقية بمنزلة العرضى لا يختلف باختلاف ماهية الحركة ، بل باختلاف المحرك لا يختلف هويتها أيضا ،
__________________
(١) التضاد : هو التباين والتقابل التام ، وضد الشيء خلافه ، ومن شرط الضدين أن يكونا من جنس واحد كالبياض والسواد.
(٢) في (ب) بزيادة لفظ (ذلك).