الحركات الأينية إلا بين الصعود من المركز إلى المحيط ، والهبوط من المحيط) (١) إلى المركز إذ فيما سوى ذلك لا يتحقق ما اعبروه هاهنا في التضاد من غاية التباعد ، وكون ضد الواحد واحدا ، وهم مصرحون بأن حركتي الحجر علوا وسفلا بالقسر والطبع متضادتان.
والجواب : أن تضاد الحركة لتضاد ما منه وما إليه ليس من حيث الحصول فيهما ، إذ لا حركة حينئذ ، بل من حيث التوجه فيعتبر حال الجهة وجها العلو والسفل متميزان بالطبع مختلفان بالنوع ، متضادتان بعارض لازم وهو غاية القرب من المحيط والبعد عنه بخلاف سائر الجهات.
الرابع : أن الإمام قد اعتبر في تضاد الحركة تضاد المبدأ والمنتهى من حيث وصف المبدئية والمنتهية ، وذكر أن التعلق الذاتي للحركة لما كان بنفس الوصفين دون الذاتين ، إذ لو لم يعرض للنقطتين كونها مبدأ وغاية للحركة لم يكن للحركة تعلق بهما ، أوجب تضاد الإطلاق (٢) تضاد الحركات.
فإن قيل : موجب تضاد الحركتين تضاد مبدأيهما ، وتضاد منتهيهما لا تضاد المبدأ والمنتهى قلنا : معنى الكلام لأن المبدأ والمنتهى لما كانا متضادين كانت الصاعدة والهابطة مبدأهما متضادين لكونهما مبدأ ومنتهى للصاعدة ، وكذلك منتهاهما لكونهما مبدأ ومنهى للهابطة. فإن قيل : فيلزم التضاد بين كل حركة مستقيمة من نقطة إلى أخرى مع الرجوع عنها إلى الأولى بل المستديرة أيضا كما إذا تحرك جسم من أول الحمل إلى أول الميزان ، ثم رجع عنه إلى أول الحمل بحيث يكون ممر الحركتين على الحمل ، والثور والجوزاء والسرطان والأسد والسنبلة ، ويتحقق البداية والنهاية بالفعل ، فلا يندفع بما قيل إن الحركة على التوالي لا تضاد الحركة على خلاف التوالي لأن كلا منهما تفعل مثل ما تفعل الأخرى لكن في النصفين على التبادل مثلا المنحدر من السرطان إلى الجدي على التوالي يكون مسافته (٣) الأسد والسنبلة
__________________
(١) ما بين القوسين سقط من (ب).
(٢) في (ب) الأطراف
(٣) في (ب) ما فيه بدلا من (مسافته).