المبحث الثامن
السكون في الأين
(قال : (المبحث الثامن السكون) في الأين حفظ النسب ، وفي غيره حفظ النوع فيضاد الحركة ، وقيل عدم الحركة عما من شأنه فعدم ملكه).
يقابل الحركة فيقع في المقولات الأربع. أما في الأين فيعني به حفظ النسب الحاصلة بالفعل للجسم إلى الأشياء ذوات الأوضاع بأن يكون مستقرا في المكان الواحد ، وأما في الثلاثة الباقية فنعني به حفظ النوع الحاصل بالفعل من غير تغير ، وذلك بأن يقف في الكم من غير نمو وذبول وتخلخل وتكاثف وفي الكيف من غير اشتداد أو ضعف وفي الوضع من غير تبدل إلى وضع آخر ، فهو بهذا المعنى أمر وجودي مضاد للحركة. وقد يراد به عدم الحركة عما من شأنه فيكون بينهما تقابل العدم والملكة ، ويقيد عما من شأنه يخرج عدم حركة الأعراض والمفارقات والأجسام في آن ابتداء الحركة ، أو انتهائها ، بل في كل آن وكذا الأجسام التي يمتنع خروجها عن أحيازها ككليات الأفلاك والعناصر. قال الإمام ومن الأجسام الخالية عن الحركة والسكون والأجسام التي لا نماسها ما يحيط (١) بها أكثر من آن واحد كالجسم الواقف في الماء السيال ، فإنه ليس بمتحرك لعدم تبدل أوضاعه بالنسبة إلى الأمور الخارجة عنه ، ولا ساكن لعدم استقراره في مكان واحد زمانا وفيه نظر.
__________________
(١) سقط من (ب) لفظ (بها).