(قال : (ثم إنه يقابل الحركة)
منه إليه جميعا ، إلا إذا خص القابل (١) بما يطرأ على السكون أو يطرأ عليه السكون).
لا خلاف في تقابل الحركة والسكون ، وإنما الخلاف في أنه إذا اعتبرت الحركة في المسافة فالمقابل له السكون في المبدأ أو المنتهى أو كلاهما ، وإذا ـ اعتبر السكون في المكان فالمقابل له الحركة منه أو إليه أو كلاهما ، والحق هو الأخير لصدق حد التقابل (٢) عليه ، نعم لو أريد بالسكون المقابل للحركة ، ما يطرأ على الحركة فهو السكون في المنتهي أو ما يطرأ عليه الحركة فهو السكون في المبدأ ، وكذا في جانب الحركة ، فإن ما يطرأ على السكون هو الحركة منه ، وما يطرأ عليه السكون هو الحركة إليه ، وما يقال إن السكون في المنتهى كمال للحركة ، وكمال الشيء لا يقابله ، وأن الحركة تتأدى إلى السكون في المنتهى ، والشيء لا يتأدى إلى مقابله فمردود بمنع صغرى الأول وكبرى الثاني. فإن السكون كمال للمتحرك ، لا للحركة ، والحركة تنتهي إلى عدمها ، وهو مقابل قطعا ، وأما احتجاج ابن سينا بأن السكون ليس عدم أية حركة اتفقت ، وإلا لكان المتحرك في مكان ساكنا من حيث عدم حركته في مكان آخر ، بل هو عدم الحركة في المكان الذي يتأتى فيه الحركة ، والحركة في المكان نفسه(٣) مفارقة المكان بعينه وذلك بالحركة عنه ، لا بالحركة إليه. فجوابه أن السكون عدم الحركة في مكان ما بمعنى عموم السلب ، أي لا يتحرك في شيء من الأمكنة فيقابل الحركة في مكان ما
(قال : (وتضاد السكون)
يكون لتضاد ما فيه كالسكون في المكان الأعلى والأسفل ، أو في الحرارة أو البرودة ، ويكون طبيعيا وقسريا وإراديا ومستندا لطبيعي ، هو الطبيعة على
__________________
(١) في (ب) المقابل بدلا من (بالقل).
(٢) في (أ) بزيادة لفظ (عليه).
(٣) في (ب) بعينه بدلا من (نفسه).