فرس ، وزيد ليس بفرس ، فإن إطلاق هذين المعنيين على موضوع واحد في زمان واحد محال.
وقال ابن سينا : إن من التقابل الإيجاب والسلب. ومعنى الإيجاب وجود أي معنى كان ، سواء كان باعتبار وجوده في نفسه ، أو وجوده لغيره ، ومعنى السلب لا وجود بأي معنى كان ، سواء كان لا وجوده في ذاته ، أو لا وجوده في غيره.
التضاد الحقيقي
(وقد يعتبر (١) في التضاد (٢) غاية الخلاف (٣) ويسمى (٤) بالتضاد الحقيقي ، والأول بالمشهوري (٥) وفي الملكة والعدم استعداد المحل للوجود في ذلك الوقت ، ويخص باسم المشهورى والأول بالحقيقي ، وأول كل (٦) أعم (٧) ، وباعتباره يدخل في أقسام التقابل ، تقابل مثل البياض مع الصفرة ، والبصر مع عدمه من الشجر إلا أنهم صرحوا بأن أحد الضدين في المشهورى قد يكون عدما للآخر ، كالسكون للحركة ، والظلمة للنور ، والمرض للصحة ، والعجمة للنطق ، والأنوثة للذكورة ، والفردية للزوجية ، وإن غاية الخلاف شرط في المشهوري أيضا (٨)).
__________________
(١) في (ج) يشترط بدلا من (يعتبر).
(٢) التضاد : الذي هو كون وجوديين لا يجتمعان ولا يتوقف تعقل كل منهما على تعقل الآخر.
(٣) كالبياض والسواد فإذا لم يكن بينهما كالصفرة والبياض والحمرة والسواد فليسا بضدين.
(٤) ويسمى هذا التضاد المشترط فيه غاية الاختلاف بالتضاد الحقيقي.
(٥) والذي لا يشترط فيه غاية الاختلاف يسمى بالتضاد المشهوري لاشتهاره بين الفلاسفة.
(٦) وأول كل من القسمين.
(٧) أعم من الثاني منهما إذ الأول مطلق فيهما ، والثاني مقيد فيهما ومعلوم أن المطلق أعم من المقيد فالأول في التضاد وهو كونهما وجوديين لا يجتمعان من غير توقف أحدهما على الآخر.
(٨) صرحوا بأن المشهوري يشترط فيه غاية الاختلاف أيضا فيخرج نحو الصفرة والبياض عن المشهوري لاتحاده في هذا القيد بالحقيقي حينئذ فبطل حصر المتقابلات فيما ذكر لأن هذا القسم لا يدخل في غير التضاد فيخرج عن التقسيم وهو ظاهر.