ليسا نوعين أخيرين من اللون ، بل السوادات المتفاوتة أنواع مختلفة (١) مشتركة في عارض السواد المقول بالتشكيك ، وكذا البياض ، فعلى ما ذكروا من أن التضاد الحقيقي لا يكون إلا بين نوعين بينهما غاية الخلاف يلزم أن لا يكون في الألوان إلا بين غاية السواد وغاية البياض.
الرابع : أن ما ذكره ابن سينا من تحقيق التضاد المشهورى بين أنواع كالشجاعة ، والتهور ، والجبن (٢) ينافي ما ذكره من اشتراط غاية الخلاف في التضاد المشهورى أيضا.
نفي التقابل بين الوحدة والكثرة
(قال : لا تقابل بين الكثرة والوحدة بالذات (٣) ، بل يعارض العلية (٤) والمكيالية ، لأن موضوعهما لا يتحد بالشخص ، ولأن أحد المتقابلين لا يتقوم بالآخر.
ورد الأول : بأن الموضوع قد لا يتحد بالشخص ، بل بالنوع أو بالجنس أو بعارض أعم ، ومع ذلك فبمجرد الفرض.
والثاني : بمنع تقوم الكثرة بالوحدة ، وإنما يتقوم معروضها ، بمعروضها (٥) ولا نزاع في أن المتقابلين ، إذا أخذا مع الموضوع كالفرس واللافرس والبصير والأعمى ، والأب والابن ، والأسود والأبيض لم يكونا متقابلين بالذات (٦) فكيف نفس المعروض.
__________________
(١) في (ج) متباينة بدلا من (مختلفة).
(٢) في (ب) الخير بدلا من (الجبن).
(٣) لأن المتقابلين بالذات هما الأمران اللذان تتنافى حقيقتهما لنفسهما لا اللازم لهما في معروض يقبلهما ، والوحدة والكثرة ليست كذلك إذ لا تنافي بين ذاتيهما.
(٤) يعارض وصف العلية للوحدة ، ووصف المعلولية للكثرة ، ويعارض وصف المكيالية للوحدة ، ووصف المكيالية للكثرة فإن الكثرة حيث كانت هي مجموع فهي مكيلة بالوحدة أي معدودة ومجموعة بها والوحدة مكيال لها ، أي جامعة وعادة لها.
(٥) سقط من (أ) و (ب) بمعروضها.
(٦) اتفاقا لأنه لما اعتبر المحلان مع الوصفين والمحلان لا تقابل بينهما صار المجموعان لا تقابل بينهما بالذات بل بالعرض بالنظر إلى الوصف الذي هو جزء لمجموع فإذا كان المجموع من العارض والمعروض إذا اعتبر مع مجموع عارض ومعروض آخر لم يكن بين المجموعين تناف مع تنافي العارضين والمعروضين.