المبحث الأول
تعريف العلة
(قال : المبحث الأول : العلة (١) ما يحتاج إليه الشيء (٢) ، وإن كان إطلاقها ينصرف إلى ما يصدر عنه الشيء ، ثم إن كانت داخلة في الشيء ، فوجوبه معها ، إما بالفعل فصورية ، وإما بالقوة فمادية ، ويدخل فيهما الجزء من الصورة (٣) والمادة ، وبذكر الوجوب يندفع أن الوجود قد يكون مع المادة بالفعل لا بالقوة ، إلا أنه يرد الجزء الغير الأخير من الصورة جمعا منعا ، إن كانت خارجة ، فالشيء إما بها ففاعلية ، أو لها فغائية ، ويقال للأولين علة الماهية ، وللآخرين علة الوجود ، ومرجع الشروط والآلات إلى الفاعل ، ومن الشروط ما هو عدمي كزوال المانع ، ولا يستحيل دخوله في علة الوجود ، بمعنى أن العقل ، إذا لاحظ وجود المعلول ، لم يجده حاصلا بدونه.
وقد يقال : إنه في التحقيق كاشف عن شرط وجودي كزوال الرطوبة لاحتراق الخشبة ينبئ عن اليبوسة التي هي الشرط وليس عدم الحادث من مباديه إلا بالعرض).
__________________
(١) العلة في اللغة : عرض مؤدي للبنية الجسمية ولما كانت بهذا المعنى سببا في تأثير الجسم بالأذى وفي اتصافه بذلك الأذى نقلت عرفا لمطلق ما يكون سببا في تحقق الشيء فهو عرفا.
(٢) سقط من (أ) و (ب) لفظ (الشيء).
(٣) إذ لا يجب حصوله مع ذلك الجزء لصحة حصوله بلا وجود للمعلول وذلك كجزء صورة السرير المقصود حصوله على التربيع مثلا فإن أحد أضلاعه الأربعة جزء من مجموع ما تحصل به صورته ولا يجب معه السرير لصحة حصوله مع التثليث ولا يجب السرير على ذلك التقدير حتى يحصل مجموع التربيع فيجب بالفعل.