وحده (١) ، أو مع الغاية كالبسيط للبسيط (٢) إيجابا أو اختيارا أو مع البواقي (٣) ، كما (٤) في المركبات ، وحينئذ لا يتصور تقدمها ، والاحتياج إليها ، إذ فيها جميع الأجزاء التي هي نفس الشيء.
العلة إما تامة هي جميع ما يحتاج إليه الشيء بمعنى أنه لا يبقى هناك أمر آخر يحتاج إليه ، لا بمعنى أن تكون مركبة من عدة أمور البتة ، وإما ناقصة هي بعض ذلك ، والتامة قد تكون هي الفاعل وحده ، كالبسيط الموجد للبسيط إيجابا وقد تكون هي مع الغاية كالبسيط الموجد للبسيط اختيارا ، فإن فعل المختار قد يكون لغرض يدعو إليه ، وقد يكون هو مع المادة والصورة أيضا كالموجد للمركب عنهما ، إما الغاية أو بدونها ، وإذا كانت العلة التامة مشتملة على المادة والصورة يمتنع تقدمها على المعلول ، واحتياج المعلول إليها ضرورة أن جميع أجزاء الشيء نفسه ، وإنما التقدم لكل جزء منها ، فما يقال من أن العلة يجب تقدمها على المعلول ليس على إطلاقه ، بل العلة الناقصة أو التامة التي هي الفاعل وحده ، أو مع الشرط والغاية.
تقسيم أقسام العلة
(قال : وكل من الأربع ينقسم (٥) إلى بسيطة ومركبة ، وإلى كلية وجزئية ، وإلى ذاتية وعرضية ، وإلى قريبة وبعيدة ، إلى عامة وخاصة ، وإلى مشتركة
__________________
(١) دون سائر العلل أو كان هو الفاعل مع الغاية.
(٢) فإن تأثير البسيط في البسيط كالعقل يؤثر في العقل في زعم الفلاسفة بالإيجاب لا يتوقف فيه الأمر إلا على المؤثر.
(٣) أو كان هو الفاعل مع العلل البواقي مما سوى الفاعل من الغائية والمادية والصورية.
(٤) من المادة والصورة التي هي نفس ذلك الشيء المعلول ، وإذا اشتملت هذه العلة على نفس المعلول فالشيء لا يتقدم ولا يحتاج إلى نفسه في الوجود.
(٥) إلى سبعة أقسام إن عد كل متقابلين قسما وإلا فأربعة عشر. وذلك أن الفاعلية منها تنقسم إلى بسيطة ومركبة وإلى كلية وجزئية وإلى ذاتية وعرضية وإلى قريبة وبعيدة وإلى عامة وخاصة وإلى مشتركة ومختصة وإلى ما بالقوة وما بالفعل.