المبحث الثاني
وجود المعلول يجب عند تمام الفاعل
(قال : المبحث الثاني : يجب وجود المعلول عند تمام الفاعل (١) لامتناع الترجيح بلا مرجح ، وبالعكس لكون الاحتياج من لوازم الإمكان (٢) ، فتقدمه لا يكون إلا بالذات ، واستناد الحادث إلى القديم لا يكون إلا بشرط حادث يقارنه لتعلق الإرادة).
يعني إذا وجد الفاعل بجميع جهات التأثير من الشرط والآلات والقابل يجب وجود المعلول ، إذ لو جاز عدمه لكان وجوده بعد ذلك ترجحا (٣) بلا مرجح ، لأن التقدير حصول جميع جهات التأثير من غير أن يبقى معه (٤) شيء يجب الترجح ، وإذا وجد المعلول يجب وجود الفاعل بجميع جهات التأثير ، لأن الاحتياج إلى المؤثر التام من لوازم الإمكان ، والإمكان من لوازم المعلول ، فلو لم يجب وجود المؤثر التام (٥) عند وجود المعلول ، لزم جواز وجود الملزوم بدون اللازم ، هذا خلف ، وإذا كان بين المؤثر التام ومعلوله تلازم في الوجود ، لم يكن للمؤثر تقدم عليه بالزمان ، بل بالذات بمعنى الاحتياج
__________________
(١) أي إذا وجد الفاعل من حيث أنه فاعل بأن وجد معه شرائط التأثير وآلاته حتى لا يبقى وجه مما يوجب ترجيح وجوده معلوله.
(٢) بمعنى أن المعلول لا يكون إلا ممكنا فالامكان من لوازم المعلول والاحتياج إلى الفاعل من لوازم الإمكان فتكون الحاجة من لوازم المعلول لأن لازم اللازم لازم.
(٣) في (ب) ترجيحا بدلا من (ترجيحا).
(٤) سقط من (أ) لفظ (معه).
(٥) في (أ) بزيادة لفظ (التام).