شرح المقاصد [ ج ٣ ]

قائمة الکتاب

البحث

البحث في شرح المقاصد

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
إضاءة الخلفية
200%100%50%
بسم الله الرحمن الرحيم
عرض الکتاب

يريد دفع ما سبق إلى كثير من الأوهام وهو أن الفوق والتحت متضايفان لا يعقل كل منهما إلا بالقياس إلى الآخر ، وكذا القدام والخلف واليمين والشمال ، والحق أن التضايف إنما هو بين الفوق وذي الفوق ، وكذا البواقي ، وأما الجهتان فقد تنفكان في التعقل ، بل في الوجود كما في الأرض ، فإنه لا تحت (١) لها إلا بالوهم ، فإن جميع (٢) أطراف امتداداتها الفعلية إلى السماء فلها الفوق فقط.

الأجسام محدثة بذواتها وصفاتها عند المليين

[قال (ومنها)

أن الأجسام محدثة بذواتها وصفاتها (٣) كما هو رأى المليين خلافا للمتأخرين من الفلاسفة فيهما حيث زعموا أن الفلكيات قديمة ، سوى الحركات والأوضاع الجزئية ، والعنصريات قديمة بموادها وصورها الجسمية نوعا ، والنوعية جنسا ، وللمتقدمين منهم في الذوات خاصة ، حيث زعموا أن هناك مادة قديمة على اختلاف آرائهم في أنها جسم. وهو العناصر الأربعة ، أو الأرض أو النار أو الماء أو الهواء ، والبواقي تتلطف وتتكشف ، والسماء من دخان يرتفع منه ، أو جوهرة غيرها أو أجسام صغار صلبة كرية أو مختلفة الأشكال أو ليست بجسم ، بل نور وظلمة أو نفس وهيولى ، أو وحدات تحيزت فصارت نقطا واجتمعت النقط خطا ، والخطوط سطحا ، والسطوح جسما].

أي ومن أحكام الجسم أنها محدثة بالزمان والاحتمالات الممكنة هاهنا ثلاثة :

الأول : حدوث الأجسام بذواتها وصفاتها ، وإليه ذهب أرباب الملل من المسلمين وغيرهم.

والثاني : قدمها كذلك وإليه ذهب أرسطو (٤) وشيعته ، ونعني بالصفة ما يعم

__________________

(١) في (ب) يجب بدلا من (لا تحت) وهو تحريف

(٢) سقط من (ب) كلمة (جميع)

(٣) سقط من (أ) لفظ (وصفاتها)

(٤) ارسطو فيلسوف يوناني تتلمذ على افلاطون ، وعلم الاسكندر الاكبر واسس اللوقيون حيث كان ـ