أدلة إبطال قدم الجسم
قال (الرابع)
لو كان الجسم قديما فقدمه زائد على ذاته لكونه مشتركا بينه وبين الواجب ، وحينئذ إما أن يكون قدمه قديما ، فينقل الكلام إلى قدم القدم ويتسلسل ، أو حادثا فيلزم حدوث القديم بل الجسم لامتناع تحققه بدون القدم وضعفه ظاهر لأن القدم اعتبار عقلي فلا يتسلسل وأيضا قدم القدم عينه وأيضا معارض بأن الجسم لو كان حادثا فحدوثه إما حادث فيتسلسل أو قديم فيكون الجسم الموصوف به أولى بالقدم.
أدلة القائلين بقدم العالم والرد عليها
[قال (تمسك القائلون)
بقدم العالم بوجوه :
الأول : أن جميع ما لا بد منه في وجود العالم إن كان حاصلا في الأزل لزم وجوده ، لامتناع التخلف عن تمام العلة التامة (١) ، وإلا ننقل الكلام إلى ذلك الحادث فيتسلسل.
__________________
ـ ويطلق الجوهر عند الفلاسفة على معان ، منها الموجود القائم بنفسه حادثا كان أو قديما ويقابله العرض ، ومنها الذات القابلة لتوارد الصفات المتضادة عليها ، ومنها الماهية التي اذا وجدت في الأعيان كانت لا في موضوع ، ومنها الموجود الغني عن محل يحل فيه.
قال ابن سينا : الجوهر هو كل ما وجود ذاته ليس في موضوع اي في محل قريب قد قام بنفسه دونه لا بتقويمه (النجاة ص ١٢٦) وقال أيضا ويقال : لكل ذات وجوده ليس في موضوع وعليه اصطلح الفلاسفة القدماء من عهد أرسطو (رسالة الحدود) والخلاصة أن الجوهر هو الموجود لا في موضوع ويقابله العرض بمعنى الموجود اى في محل مقوم لما حل فيه ، فإن كان الجوهر حالا في جوهر آخر كان صورة اما جسمية أو نوعية ، وان كان محلا لجوهر آخر كان هيولى ، وان كان مركبا منهما كان جسما وان لم يكن كذلك كان نفسا أو عقلا.
(١) سقط من (أ) لفظ (التامة)