الجسم منه أو يكون تركب أجزائه على سمت واحد فقط المسمى عندهم بالخط وفي سمتين فقط وهو المسمى عندهم (١) بالسطح يكون واسطة بين الجسم والجوهر الفرد ويجب الاحتراز عنه بقيد العرض والعمق.
قال (وعند الفلاسفة)
[هو الجوهر الذي يمكن أن يفرض فيه أبعاد ثلاثة وقد يقيد بالتقاطع على زوايا قوائم وهو للتحقيق ، ودفع الوهم دون الاحتراز.
والمراد بالأبعاد هاهنا الخطوط المتوهمة في داخل الجسم لا امتدادات حاصلة بالفعل لازمة كما في الفلكيات (٢) ، أو غير لازمة بخصوصياتها كما في العنصريات ، ولا النهايات المنفية من الجسم الغير المتناهي.
والمراد قبول أعيانها لا صورها العقلية أو الوهمية ، فلا يرد النفس ولا الوهم على أن الجوهر لا يشمله ، ثم لا خفاء في أن المتصف بها هو الجسم لا الهيولي].
التعريف السابق هو الذي ذكره قدماء الفلاسفة. وحين ورد على ظاهره أنه لا بد من ذكر الجوهر احترازا عن الجسم التعليمي ، وأنه لا عبرة بوجود الأبعاد بالفعل ، صرح أرسطو (٣) وشيعته بالمقصود ، فقالوا : هو الجوهر القابل للأبعاد الثلاثة ، أي
__________________
(١) سقط من (أ) لفظ عندهم.
(٢) الفلك : علم دراسة الأجرام السماوية ، بدأ برصد مواقعها لتعيين الفترات الزمنية ثم محاولات متعددة لتفسير حركاتها. وفي القرن ١٦ أكد كوبرنيكوس أن الشمس لا الأرض هي مركز الكون ، وفسرت دراسات نيوتن وجاليليو القوة التي تربط الكواكب والأقمار في مساراتها ، وينقسم علم الفلك الى أقسام منها : الفلك الكروي ، ويتناول المواقع والحركات الظاهرية الدورية ، وانكسار الضوء وتقهقر الاعتدالين واهتزاز محور الأرض ، وزيغ الضوء واختلاف المنظر ، والقسم الثاني : الميكانيكا السماوية ، والقسم الثالث : الفلك الديناميكي ، والقسم الرابع : الفلك الطبيعي ، والخامس : الفلك اللاسلكي ، والسادس : الفلك النظري.
راجع الموسوعة الثقافية بتصرف ص ٧٢٤
(٣) ارسطو : (٣٨٤ ـ ٣٢٢ ق. م) فيلسوف يوناني تتلمذ على افلاطون وعلم الاسكندر الاكبر وأسس «اللوقيون» حيث كان يحاضر ماشيا فسمى هو وأتباعه بالمشائين ألف (الأورغانون) في ـ