باختلاف الحركتين ، بل إنما يحس بحركة واحدة ، هي مركبة من مجموعهما إن اتحدت الجهة ، أو حاصلة من فضل السريعة على البطيئة إن اختلفت الجهتان ، وإلا لم يحس بالحركة أصلا ، بل يرى ساكنا. وأيضا يعرف بآلات القياس. أن الثوابت لا تختلف أبعادها عن قطبي العالم ، بل عن نقطة غيرهما ، واختلفوا في مقدار هذه الحركة ، فعلى رأي بطليموس (١) ومن قبله ، تقطع في كل مائة سنة درجة ، فتتم الدورة في ست وثلاثين ألف سنة ، وعلى رأي المتأخرين تقطع في كل ست وستين سنة درجة ، فتتم الدورة في ثلاثة وعشرين (٢) ألف سنة ، وسبعمائة وستين سنة ، وبعضهم وجدوها تقطع الدرجة في كل سبعين سنة ، فتتم الدورة في خمسة وعشرين ألف سنة ، ومائتي سنة ، ويوافقه رصد مراغة (٣) ، فيمكن أن يكون ذلك لاختلال في الآلات ، أو لأسباب لا يطلع عليها إلا خالق السموات.
فلك القمر تحت كل الأفلاك
[قال (واستدلالا من الكسف) (٤)
في البواقي والكواكب السبعة تسمى السيارة ، والشمس والقمر يسمى النيرين والبواقي المتحيرة].
__________________
(١) بطليموس (كلوديوس بطليموس) ت بعد ١٦١ عالم فلك ورياضة وجغرافيا وفيزيقا ومؤرخ يوناني مصري ، نشأ بالاسكندرية اكتشف عدم انتظام حركة القمر ، وله أرصاد هامة عن حركات الكواكب ، اعتبرت أعماله في الفلك والجغرافيا مرجعا أساسيا حتى أيام «كوبرنيكوس» فكتابه «المجسطي» يضم مسائل وتفسيرات للأجرام السماوية وعلاقتها بالأرض. أما نظام بطليموس فهو صورة الكون كما تخيلها القدماء حيث الأرض في المركز وتدور حولها باقي الأجرام السماوية في دوائر وبسرعة منتظمة ، وتفسيره لابتعاد الكواكب واقترابها من الأرض هو بفرض مسارات دائرية صغير. لهذه الكواكب ، وله جداول بها ١٠٢٨ نجما تعتبر أقدم وصف دقيق معروف للسماء ، وأما أعماله الجغرافية فيشتمل معظمها على جداول لخطوط الطول والعرض للبلدان المختلفة.
(٢) في (ب) خمس بدلا من (ثلاثة)
(٣) مرصد المراغة الذي انشأه نصير الدين الطوسي ، وكان به أدق الآلات ، فاعتمد عليه علماء اوربا في القرون الوسطى.
(٤) في (ب) الكشف بدلا من (الكسف)