متحرك (١) في ساعة فرسخين ، وفي أخرى فرسخا ، ولهذا كانت مدة فصلي الربيع والصيف أكثر من مدة فصلي الخريف والشتاء ، مع أن كلا من المدتين زمان لقطع النصف من فلك البروج ، وإذا كان الكوكب من التدوير في النصف الذي يوافق حركته حركة حامله ، أعني النصف الأعلى في المتحيرة والنصف الأسفل في القمر ترى حركته سريعة (٢) لقطعه فلك البروج بالحركتين جميعا ، وإذا كان في النصف الذي يخالف حركته حركة حامله ، أعني أسافل المتحير (٣) ، أعلى القمر ، فإن كانت حركته أقل من حركة حامله يرى بطيئا ، لأنه إنما يقطع فلك البروج بفضل حركة الحامل على حركة التدوير ، وإن انتهت حركته إلى حد التساوي لحركة الحامل ، وذلك إنما يكون في المتحيرة دون القمر لما عرفت من مقدار حركات التداوير ، والحوامل ترى الكوكب واقفا ، لأن الحامل يحركه إلى التوالي جزءا ، ويرده التدوير إلى خلاف التوالي جزءا فيرى من فلك البروج في موضعه كأنه لا يتحرك ، وإن زادت حركة التدوير على حركة الحامل يرى راجعا لأن الحامل يحركه جزءا ، والتدوير يرده جزءين مثلا(٤).
ما ذكره عن طريق الحدس لا الاستدلال
[قال (وأمثال هذه البيانات)
ليست استدلالا بوجود الملازم على الملزوم كما هو الظاهر بل تحدسا].
قد يتوهم أن إثبات الأفلاك الجزئية ، والحركات البسيطة على الوجوه المخصوصة بناء على ما يشاهد ، ويدرك بالرصد من الاختلافات اللازمة على تقدير ثبوتها إثبات للملزوم ، بناء على وجود لازمه ، وليس بمستقيم إلا إذا علم المساواة ، وليست بمعلومة ، إذ لا ضرورة ، ولا برهان على امتناع أن تكون تلك الاختلافات لأسباب أخر.
__________________
(١) سقط من (ب) لفظ (متحرك)
(٢) سقط من (أ) لفظ (سريعة)
(٣) سقط من (ب) جملة (أسافل المتحير).
(٤) سقط من (ب) لفظ (مثلا)