المبحث الثاني
[قال (المبحث الثاني)
كل من الأربعة ينقلب إلى المجاور بخلع صورة ، ولبس أخرى ، ويسمى الكون (١) والفساد ، ففيما بين النار والهواء ظاهر ، وفيما بين الهواء والماء ، كما في غليان الماء وحصول القطرات على الإناء المكبوب على الجسد ، وفيما بين الماء والأرض ، كما في تسييل الأحجار بالجبل ، وانعقاد مياه بعض العيون أحجارا ، فهذه ستة أنواع ، وإذا اعتبر فيما بين غير المتجاورين جعلت أربعة بواسطة ، واثنين بواسطتين].
زعموا أن هيولى العناصر مشتركة ، قابلة لصورها النوعية ، وخصوصيات الصور ، إنما هي بحسب الاستعدادات الحاصلة بالأسباب الخارجة ، فعند تبدل الأسباب الخارجة (٢) ، والاستعدادات يجوز أن تزول صورة ، وهو المراد بالفساد ، وتحدث صورة (٣) أخرى وهو المراد بالكون. وهذا معنى انقلاب عنصر إلى آخر ، وقد علم أن النار فوق الكل ، وتحتها الهواء ثم الماء ثم الأرض ، وكل من الأربعة
__________________
(١) الكون بالمعنى الخاص : هو حصول الصورة في المادة بعد أن لم تكن حاصلة فيها ، وهو عند ارسطو تحول جوهر ادني الى جوهر أعلى ويقابله الفساد. لأن الفساد زوال الصورة عن المادة بعد أن كانت حاصلة.
والكون ، والثبوت والوجود ، والتحقيق عند الأشاعرة ألفاظ مترادفة أما عند المعتزلة فالثبوت أعم من الوجود ، والثبوت والتحقق عندهم مترادفان وكذا الكون والوجود.
والكون بمعنى ما مرادف للتكوين ، وهو تركيب الشيء بالتأليف بين أجزائه أو اخراجه من العدم الى الوجود ، ويعبر عنه بالخلق والتخليق والاحداث والاختراع والابداع ، والصنع ، والتصوير ، والاحياء ، وجميع هذه الالفاظ متقاربة ، وسفر التكوين أحد اقسام العهد القديم يصف كيفية تكوين العالم.
(٢) سقط من (ب) كلمة (الخارجة)
(٣) سقط من (ب) كلمة (صورة)