مبنيا على سبب آخر غير الاستدارة والتوسط ، وحاصله أن ما ذكرتم استدلال بوجود المسبب على وجود سبب معين ، ولا يتم إلا إذا بين انتفاء سبب آخر.
ولو سلّم. فما ذكر لا يفيد إلا الاستدارة والتوسط بحسب الحس دون الحقيقة ، ولا محيص (١) إلا بالرجوع إلى أن ذلك تحدس كما في استضاءة القمر بالشمس.
(القسم الثالث)
في المركبات التي لا مزاج لها وهي أنواع :
النوع الأول : ما يحدث فوق الأرض البخار (٢) المتصاعد قد يلطف فيصبح (٣) هواء ، وقد يبلغ الطبقة الزمهريرية فيتكاثف فيجتمع سحابا ويتقاطر مطرا ، وربما يصيبه برد قبل تشكله قطرات فينزل ثلجا ، أو بعده فبردا ، وقد لا يبلغ فيصير ضبابا إن كثر ، ونزل صقيعا ، أو طلا (٤) إن قلّ وتكاثف برد الليل ، وربما ينعقد البخار الكثير سحابا ماطرا بتكاثفه بالبرد ، وأن يتصعد إلى الزمهريرية لمانع ، وقد يتصاعد مع البخار دخان ، فيحتبس في السحاب فيمزقه بعنف إلى فوق إن بقي على حرارته (٥) ، وإلى تحت إن أصابه برد ، فيحدث من تمزيقه ومصاكته إياه صوت هو الرعد (٦) ، ونارية لطيفة هي البرق (٧) ، أو كثيفة هي الصاعقة (٨) ، وقد يشتعل الدخان
__________________
(١) في (ب) ولا بد بدلا من (ولا محيص)
(٢) في (ب) النجار بدلا من (البخار) وهو تحريف
(٣) في (أ) فيصير بدلا من (فيصبح)
(٤) في (ب) أو طلالا بدلا من (طل) وهو تحريف
(٥) في (ب) ضراوته بدلا من (حرارته) وهو تحريف
(٦ ، ٧ ، ٨) ـ في السحب كهربائية موجبة ، وفي الأرض كهربائية سالبة ، وقد تكتسب السحب المنخفضة من كهربائية الأرض فتصير كهربائيتها سالبة مثلها فإن اتفق مرور سحابة من هذا النوع حصل بينهما تجاذب لأن الجسمين المتكهربين بكهربائيتين مختلفتين يتجاذبان وتتحد بينهما الكهربائيتان فتتجاذب تانك السحابتان حتى تتحد كهربائيتاهما وعادة يحصل من هذا الاتحاد حرارة شديدة ، وتتولد بينهما شرارة مناسبة لحجم السحابتين فتلك الشرارة هي الصاعقة ، وما يرى من نورها هو البرق ، وما يسمع من الرعد هو صوت سريانها في الهواء ، فيكون الرعد : هو صوت الشرارة الكهربائية تخترق طبقات الهواء ، وقد توصل (فرنكلان) الطبيعي لإحداث صاعقة بواسطة بالون كهربه بكهربائية مخالفة لكهربائية السحب وأطاره وهو ماسك له إلى بعد مناسب من الجو ـ