ولونه إن كان (١) ملونا ، فيؤدي كل واحد من تلك الأجزاء ضوء القمر ، فيرى دائرة مضيئة لكون الهيئة الحاصلة بين تلك الأجزاء ، وبين المرئي واحدة ، وإنما لا يرى السحاب الذي يقابل القمر لقوة شعاع القمر (٢) ، فإن الرقيق اللطيف لا يرى في ضوء القوي كأجزاء الهباء المتفرقة في الصحراء ، وأكثر ما تحدث الهالة عند عدم الريح ، فيستدل بتخرقها من جميع الجهات على الصحو ، ومن جهة على ريح تأتي من تلك الجهة ، وببطلانها يثخن السحاب على المطر لتكثر الأجزاء المائية ، وقد تتضاعف الهالة ، بأن توجد سحابتان بالصفة المذكورة ، إحداهما تحت الأخرى ، ولا محالة تكون التحتانية أعظم لكونها أقرب. وذكر بعضهم أنه رأى سبع هالات معا ، وأما هالة الشمس وتسمى (٣) بالطغاوة ، فنادرة جدا. لأن الشمس في الأكثر تحلل السحب الرقيقة ، وأما قوس قزح فسببه. أنه إذا كان في خلاف جهة الشمس أجزاء مائية شفافة (٤) صافية ، وكان وراءها جسم كثيف مثل جبل أو سحاب مظلم(٥) حتى يكون كحال البلور الذي وراءه (٦) شيء ملون لينعكس منه الشعاع ، وكانت الشمس قريبة من الأفق ، فإذا واجهنا تلك الأجزاء المائية انعكس شعاع البصر من تلك (٧) الأجزاء الصقيلة إلى الشمس ، فأدى كل واحد منها ـ لكونه صغيرا (٨) ـ ضوء الشمس دون شكلها ، وكان مستديرا على شكل قوس ، لأن الشمس لو جعلت بمركز دائرة لكان القدر الذي يقع من تلك الدائرة فوق الأرض يمر على تلك الأجزاء ، ولو تمت الدائرة لكان تمامها تحت الأرض ، وكلما كان ارتفاع الشمس أكثر ، كان القوس أصغر ، ولهذا لم يحدث إذا كانت الشمس في وسط السماء ، وأما اختلاف ألوانها. فقيل : لأن الناحية العليا تكون أقرب إلى الشمس فيكون انعكاس
__________________
(١) سقط من (أ) لفظ (إن كان).
(٢) في (ب) شعاعه ، بدلا من (شعاع القمر)
(٣) في (ب) جملة (وتسمى بالطفارة).
(٤) سقط من (أ) لفظ (شفافة).
(٥) سقط من (ب) لفظ (مظلم).
(٦) في (أ) خلفه بدلا من (وراءه).
(٧) سقط من (ب) لفظ (تلك).
(٨) سقط من (أ) جملة (لكونه صغيرا).