الغذاء ، ثم في أوعية المنى ، ثم في الرحم ، والبدل لم يتجمر إلا في الأولى فيكون إيراده بدلا منها كإيراد الماء بدلا من الدهن في السراج (١).
[قال (ومنها المولدة) :
وهي التي تحصل من الغذاء ما يصلح مبدأ لشخص آخر من نوع المغتذى ، وتفصله إلى أجزاء مختلفة ، ونفيدها الهيئات التي لها يصير مثلا بالفعل ، والجمهور على أن المولدة هي التي تحصل المادة وتفصلها ، ومحصل الهيئات قوة أخرى تسمى بصورة].
وهي قوة شأنها تحصيل البذر وتفصيله إلى أجزاء مختلفة ، وهيئات مناسبة ، وذلك بأن تفرز من الغذاء بعد الهضم التام ، ليصير مبدأ لشخص آخر من نوع المغتذى أو جنسه ، ثم تفصل ما فيه من الكيفيات المزاجية ، فتمزجها تمزيجات بحسب عضو عضو ، ثم تفيده بعد الاستحالات الصور والقوى والأعراض الحاصلة للنوع ، الذي انفصل عند البذر (٢) أو لجنسه (٣) كما في البغل ، والمحققون على أن هذه الأفعال مستندة إلى قوى ثلاث ، بينوا حالها على ما عرف في الإنسان ، وكثير من الحيوانات الأولى التي تجذب الدم إلى الأنثيين ، وتتصرف فيه إلى أن يصير منيا ، وهي لا تفارق الانثيين ، وتخص باسم المحصلة ، والثانية التي تتصرف في المنى ، فتفصل كيفياتها المزاجية ، وتمزجها تمزيجات بحسب عضو عضو ، فتعين مثلا للعصب مزاجا خاصا ، وللشريان مزاجا خاصا ، وللعظم مزاجا خاصا. وبالجملة تعد مواد الأعضاء وتخص هذه باسم المفصلة والمغيرة
__________________
(١) السراج : معروف ، وتسمى الشمس سراجا ، والمسرجة بالفتح التي فيها الفتيلة والدهن.
والسّرجوجة : الطبيعة والطريقة قال الأصمعي : إذا استوت أخلاق الناس قيل : هم على سرجوجة واحدة.
وقال الأصمعي : السّريجيات : سيوف منسوبة إلى قين يقال له سريج ، وشبه العجاج بها حسن الأنف في الدقة والاستواء فقال :
وجبهة وحاجبا مزججا |
|
وفاحما ومرسنا مسرّجا |
(٢) في (ب) عنه البدن بدلا من (عند البذر)
(٣) في (ب) الجنسية بدلا من (أو لجنسه)