الرابع : أنه برهن أقليدس (١) على أن الزاوية الحاصلة من مماسة الخط المستقيم لمحيط الدائرة أصغر ما يمكن من الزوايا ، فبالضرورة لا يقبل الانقسام ، وإلا لكان نصفها أصغر منه، فذلك الأمر الغير المنقسم ، إما جوهر أو حال فيه ، وفيه المطلوب. والحكماء يزعمون أن انقسام الحال بانقسام المحل مختص بما يكون حلوله بطريق السريان ، كالبياض في الجسم. والنقطة إنما تحل في الخط من حيث أنها نهاية له (٢) لا سارية فيه ، وكذا الخط في السطح ، والسطح في الجسم التعليمي الحال في الجسم الطبيعي بطريق السريان. والحق أن حديث الكرة والسطح قوي وتماسهما بجوهر بهما ضروري. والقول بأن موضع التماس منقسم بالفرض يخالف قواعدهم ، لأن معناه صحة فرض شيء غير شيء ، وهذا في النقطة محال ، إذ به يصير خطا أو سطحا مستويا ضرورة الانطباق على السطح المستوى ، وعند زوال التماس من ذلك الموضع إلى موضع آخر يصير الكرة من ذوات الأضلاع ، على أن النقطة عندهم إنما هي النهاية للخط فلا توجد في الكرة بالفعل.
«الاحتجاج على أن أجزاء الجسم متناهية»
قال (واحتجوا)
[على تناهي الأجزاء بأنها محصورة بين الطرفين وأن لا تناهيها يستلزم امتناع أن يصل المتحرك إلى غاية ما ، وأن يلحق السريع البطيء في زمان متناه. والنقض بالمؤلف من ثمانية أجزاء مثلا ، ثم إذا نسب إلى الأجسام المتناهية المقادير يثبت
__________________
(١) أقليدس : من أشهر رياضي اليونان وجد قبل المسيح بعدة قرون ، ترجم عنه العرب كتبا رياضية غاية في النفع. نقل كتابه في الرياضة حنين بن اسحاق فجاء العلامة ثابت بن قرة في حوالي سنة ٢١١ ه فنقحه وهذبه وسهل مصاعبه. قال العلامة الشهرستاني : إنه أول من تكلم في الرياضيات وأفردها علما نافعا في العلوم منقحا للخاطر ملقحا للفكرة وكتابه معروف باسمه.
ومن قوله : الخط هندسة روحانية ظهرت بآلة جسمانية.
راجع دائرة معارف القرن العشرين ج ١ ص ٤٣٣.
(٢) سقط من (ب) لفظ (له)