المبحث الثالث
[قال (المبحث الثالث) :
في الملائكة والجن والشياطين. زعموا أن الملائكة هم العقول المجردة ، والنفوس الفلكية، والجن أرواح مجردة لها تصرف في العنصريات. والشيطان هو القوة المتخيلة في الإنسان ، وبعضهم على أن النفوس البشرية بعد المفارقة إن كانت خيرة ، فالجن ، وإن كانت شريرة فالشياطين].
جعل هذا من مباحث العقول نظرا إلى أن الملائكة عند الفلاسفة ، هم العقول المجردة، والنفوس الفلكية ، وتخص باسم الكروبيين ، ما لا يكون له علاقة مع الأجسام ، ولو بالتأثير ، والقائلون من الفلاسفة بالجن والشياطين. زعموا أن الجن جواهر مجردة لها تصرف وتأثير في الأجسام العنصرية من غير تعلق بها تعلق النفوس البشرية (١) بأبدانها ، والشياطين هي القوى المتخيلة في أفراد الإنسان من حيث استيلائها على القوى العقلية ، وصرفها عن جانب القدس ، واكتساب الكمالات العقلية إلى اتباع الشهوات واللذات الحسية والوهمية. ومنهم من زعم أن النفوس البشرية بعد مفارقتها عن الأبدان ، وقطع العلاقة منها ، إن كانت خيرة مطيعة للدواعي العقلية ، فهم الجن ، وإن كانت شريرة باعثة على الشرور والقبائح معينة على الضلالة والانهماك في الغواية فهم الشياطين.
وبالجملة. فالقول بوجود الملائكة والجن (٢) والشياطين مما انعقد عليه إجماع الآراء ، ونطق به كلام الله تعالى وكلام الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ، وحكى
__________________
(١) سقط من (أ) لفظ (البشرية)
(٢) سقط من (أ) لفظ (الجن)