البيانات إنما تتم على من يجوز وجود الجوهر الفرد على الانفراد ، ثم حركته على الإطلاق ، ثم حركته على الأنحاء المخصوصة المؤدية إلى المحال. وأما ما ذكر في بعض كتب المعتزلة من أن الوجوه المذكورة إنما تدل على الانقسام بالوهم (١) ، ونحن نعني بالجزء ما لا ينقسم بالفعل فرجوع إلى مذهب ديموقراطيس.
__________________
(١) يطلق الوهم على كل خطأ في الإدراك أو الحكم أو الاستدلال شريطة أن يظن أنه خطأ طبيعي وإن وقوع المرء فيه ناشئ عن انخداعه بالظواهر تقول : أوهام الحواس.
والوهم : بوجه خاص مقابل للهلوسة. وهو تمثل حسي كاذب ناشئ عن كيفية تأويل الادراك لا عن معطيات الاحساس ، كمن ينظر الى الخشبة الطافية فوق الماء فيحسبها غريقا ، أو الى الحشرة الصغيرة الطائرة بالقرب من عينيه فيحسبها طيرا كبيرا. والوهميات قضايا كاذبة يحكم بها الوهم في أمور غير محسوسة ، كالحكم بأن ما وراء العالم فضاء لا يتناهى ، والقياس المركب منها يسمى سفسطة. «راجع تعريفات الجرجاني»