دلو ثم شددنا كلّا بأعلى طرف حبل آخر طوله خمسون ذراعا ، وأرسلناه في البئر ، بحيث وقع الكلاب في الحبل الأول على طرفه المشدود في الخشبة ، ثم جررناه من البئر ، فيكون ابتداء حركة الكلاب من الوسط والدلو من الأسفل معا وكذا انتهاؤهما إلى رأس البئر (١) وقد قطع الدلو مائة ذراع ، والكلاب خمسين ، مع أن حركة الكلاب من تمام علة حركة الدلو ، فلو كان له سكنات في خلال حركته لزم وجود المعلول بدون علته التامة.
«أدلة هندسية على نفي الجزء الذي لا يتجزأ»
قال (ومنها)
[ما يتعلق بأصول هندسية مبنية على انتفاء الجزء وهي وجوه :
الأول : كل خط يمكن تنصيفه ففي المركب من الأجزاء الوتر يلزم تجزؤ الوسطاني.
الثاني : كل خط يمكن أن يعمل عليه مثلث متساوي الأضلاع ولا يتصور في المركب من جزءين إلا بوقوع جزء على ملتقى الجزءين.
الثالث : كل زاوية مستقيمة الخطين تنقسم لا إلى نهاية.
الرابع : إذا ثبت أحد طرفي الخط المستقيم وأدير حتى عاد إلى وضعه الأول حصلت الدائرة ، ثم إذا أدير نصفها على قطرها الثابت حصلت الكرة ، ووجود الجزء ينفيهما لأنا لو فرضنا محيط الدائرة من أجزاء لا تتجزأ ، فإما أن يكون ظواهر الأجزاء كبواطنها ، فيلزم تساوي ظاهر المحيط وباطنه أو أكثر فيلزم الانقسام ، أو بين الظواهر فرج خلاء لا يسع كلها منها جزءا فيلزم الانقسام ، أو يسع فيكون الظاهر ضعف الباطن ، ولأن المدار الذي يلاصق المنطقة ، إما أن يكون بإزاء كل جزء منها جزء منه فيتساويان ، أو أقل فينقسم.
__________________
(١) سقط من (أ) ما بين القوسين.