المقصد الرابع في الجواهر
قال (المقصد الرابع في الجوهر)
[وفيه مقدمة ومقالتان. أما المقدمة فهي أن الجوهر عندنا إن كان منقسما فجسم ، وإلا فجوهر فرد ، وعند جمهور الفلاسفة إن كان حالا في جوهر فصورة ، أو محلا له فهيولى (١) ، أو مركبا منهما فجسم ، وإلا فإن تعلق بجسم تدبيرا وتصرفا فنفس ، وإلا فعقل. أو يقال إن كان مفارقا في ذاته وفعله فعقل ، أو في ذاته فقط فنفس ، وإن كان مقارنا فإما حال أو محل أو مركب. أو يقال إن كان له أبعاد ثلاثة فجسم ، وإلا فإما جزء له (٢) هو به بالفعل أو لا ، وإما خارج متعلق به أو لا ، ومبني التقسيم على ما تقرر عندهم من نفي الجوهر الفرد ، واثبات جوهر حال به الجسم بالفعل ، إلى غير ذلك من القواعد ، إلا أن الوجه الأخير أولى (٣) لاشتماله على ما يوجب تباين الجسم والهيولي ، فلا يدخل فيها الجسم الذي هو محل الصورة
__________________
(١) لفظ يوناني بمعنى الأصل والمادة ، وفي الاصطلاح هي جوهر في الجسم قابل لما يعرض لذلك الجسم من الاتصال والانفصال محل للصورتين الجسمية والنوعية (راجع تعريفات الجرجاني) وقال ابن سينا : الهيولى المطلقة فهي جوهر ، ووجوده بالفعل إنما يحصل لقبول الصورة الجسمية لقوة فيه قابلة للصور ، وليس له في ذاته صورة تخصه إلا معنى القوة. ومعنى قولى لها هي جوهر. والهيولى عند القدماء على أربعة أقسام : الهيولى الأولى : وهي جوهر غير جسم ، قابل لما يعرص لذلك الجسم من الاتصال والانفصال. الهيولى الثانية : وهي جسم قام به صورة كالأجسام ، الهيولى الثالثة : وهي الأجسام مع الصورة النوعية التي صارت محلا لصور أخرى كالخشب لصورة السرير. الهيولى الرابعة : وهي أن يكون الجسم مع الصورتين محلا للصورة كالأعضاء لصورة البدن.
وجملة القول : أن الهيولى الأول جزء الجسم ، والثانية نفس الجسم أما الثالثة والرابعة فالجسم جزء لهما.
(٢) سقط من (أ) لفظ (له)
(٣) في (ب) أو في بدلا من (أولى)