في الجهات ، فليس هو خارجا عن حقيقة الجسم بل عند أفلاطون وأشياعه نفس الجسم ، ويقبل الانفصال لذاته ، وعند أرسطو وأتباعه جزء منه حال في جزء آخر ، هو القابل للانفصال ، لأن القابل يجب اجتماعه مع المقبول ، والاتصال يمتنع أن يبقى مع الانفصال ، فلا بد من جوهر قابل للاتصال ، والانفصال يبقى منهما ، ويتبدل عليه الهويات الاتصالية المختلفة بالشخص ، وهو المسمى بالهيولى. والجوهر الحال بالصورة الجسمية ، وتحقيق ذلك أن أول ما يدرك من الجسم هوية امتدادية لا تنعدم بانعدام مقدار عنها ، وحدوث آخر ، ولا تعقل حقيقة الجسم دون تعقلها ، بل ربما لا يعقل في بادي النظر من الجسم سواها ، وهم يسمونها بالاتصال ، والمتصل بمعنى الجوهر الذي شأنه الاتصال ، ويعنون بالاتصال الذي هو شأن ذلك الجوهر كونه بحيث تفرض فيه الأبعاد الثلاثة المتقاطعة الآخذة في الجهات ، وإن كان لفظ الاتصال يطلق على معان أخر عرضية إضافية ككون الجسم بحيث يتحرك بحركة جسم آخر ، وككون المقدار متحد النهاية بمقدار آخر ، كضلعي الزاوية أو غير إضافية ، ككون الشيء بحيث إذا فرض انقسامه حدث حد مشترك هو بذاته لأحد قسميه ، ونهاية للآخر كالسطح لقسمي الجسم ، والخط لقسمي السطح. والنقطة لقسمي الخط ، والمتصل بهذا المعنى فصل للكم (١) يميز أحد نوعيه وهو المقدار عن الآخر ، وهو العدد ، ويقع على الجسم التعليمي لأنه ذو اتصال بهذا المعنى ، وعلى الصورة الجسمية ، لأنها ذات [اتصال بمعنى الجسم التعليمي ، وعلى الجسم الطبيعي بمعنى الصورة الجسمية] (٢) ،
__________________
(١) الكم في الرياضيات هو المقدار ، وهو ما يقبل القياس ، وقيل إنه الذي يمكن أن يوجد فيه شيء يكون واحدا عادا له سواء كان موجودا بالفعل أو بالقوة وقيل : إنه عرض يقبل لذاته القسمة والمساواة واللامساواة والزيادة والنقصان.
والكم : إما متصل وإما منفصل فالمتصل هو الذي يوجد لأجزائه بالقوة حد مشترك تتلاقى عنده وتتحد به كالنقطة للخط (راجع ابن سينا النجاة ص ١٢٦) فان كانت جميع أجزائه قارة ومجتمعة في الوجود سمي امتدادا وان كانت غير مجتمعة سمي زمانا. والمنفصل هو الذي لا يوجد لأجزائه بالقوة ولا بالفعل حد مشترك كالعدد. وكمية العدد في المنطق ما صدقه. والكم في علم ما بعد الطبيعة مقابل للكيف ، وهو من مقولات العقل الأساسية ، والكمى هو المنسوب الى الكم تقول : مذهب اللذات الكمى.
(٢) ما بين القوسين سقط من (ب)