المبحث الرابع
[قال (المبحث الرابع في تفاريع المذاهب)
أما القائلون بالجزء فقد اختلفوا في أنه هل يقبل الحياة والأعراض المشروطة بها ، وفي أنه هل يمكن وقوع الجزء على متصل الجزءين ، وفي أنه هل يمكن جعل الخط المؤلف من الأجزاء دائرة ، وفي أنه هل له شكل ، واختلف المثبتون فقيل شبه الكرة ، وقيل المثلث ، وقيل المربع ، أي المكعب ، ليكن كونه محفوظا بجواهر ستة ، واتفقوا على أنه لا حظ له في الطول والعرض ، إلا ما نسب إلى الصالحي ، وابن الراوندي. أما ما نقل من الاتفاق على أن له خطا من المساحة (١). فمبني على (٢) أنها اسم للتحيز والجرم الموجب للتكاثف بانضمام الأمثال على أن المنقول عن الجبائي خلافه].
من فروع القول بكون الجسم من الجواهر الفردة ، اختلافهم في أن الجوهر الفرد هل يقبل الحياة والأعراض المشروطة بها ، كالعلم ، والقدرة ، والإرادة ، فجوزه الأشعري ، وجماعة من قدماء المعتزلة ، وأنكره المتأخرون منهم ، وهي مسألة كون الحياة مشروطة بالبنية ، وقد مرت ، ومنها اختلافهم في أنه هل يمكن وقوع جزء على متصل الجزءين ، فأنكره الأشعري (٣) لاستلزامه الانقسام ، وجوزه
__________________
(١) في (ب) المسافة بدلا من (المساحة)
(٢) سقط من (أ) لفظ (على)
(٣) هو على بن اسماعيل بن إسحاق أبو الحسن من نسل الصحابي أبي موسى الأشعري مؤسس مذهب الأشاعرة كان من الأئمة المتكلمين المجتهدين ولد في البصرة وتلقى مذهب المعتزلة وتقدم فيه ثم رجع وجاهر بخلافهم توفى ببغداد عام ٣٢٤ ه قيل بلغت مصنفاته ثلاثمائة كتاب منها الرد على المجسمة ومقالات الإسلاميين (راجع طبقات الشافعية ٢ / ٢٤٥ ودائرة المعارف الإسلامية ٢ / ٢١٨).