يكون حالا فيه ، أو محلا له (١) أو مركبا منهما ، لأن ما لا يكون كذلك كان مفارقا لا مقارنا.
الطريق الثالث : إن الجوهر إن كان قابلا للأبعاد الثلاثة فجسم ، وإلا فإن كان جزءا منه هو به بالفعل فصورة ، أو بالقوة فمادة ، وإن لم يكن جزءا منه فإن كان متصرفا فيه (٢) فنفس ، وإلا فعقل ، وهذا ما قال في الشفاء. إن الجوهر إن كان مركبا فجسم ، وإن كان بسيطا ، فإن كان داخلا في تقويم المركب. فإما دخول الخشب في وجود الكرسي (٣) فمادة ، أو دخول شكل الكرسي فيه فصورة ، وإن لم يكن داخلا فيه ، بل مفارقا فإن كان له علاقة ما في الأجسام بالتحريك فنفس وإلا فعقل.
فإن قيل : الجسم يكون مع الهيولي أيضا بالفعل البتة لامتناع انفكاكها عن الصورة كما سيجيء ..
قلنا : المراد أن وجود المركب بالنظر إلى المادة نفسها من حيث أنها مادة لا يكون إلا بالقوة ، وبالنظر إلى الصورة بالفعل على ما قال في الشفاء. إن المادة هي ما لا يكون باعتباره وحدة للمركب وجود بالعقل (٤) بل بالقوة ، والصورة إنما يصير المركب هو هو بالفعل بحصولها ، حتى لو جاز وجود الصورة بدون المادة لكان مستلزما لحصول المركب بالفعل البتة.
فإن قيل : الداخل في قوام (النفس) الجسم والحال في المادة التي هي أحد الأقسام الخمسة. أعني الهيولي الأولى البسيطة إنما هي الصورة الجسمية ، وأما النوعية فمحلها الجسم نفسه ، وإن كان يسمى من حيث توارد الصور عليه هيولى ومادة. قلنا : الصورة (٥) النوعية ، وإن لم تكن داخلة في قوام الجسم المطلق فهي
__________________
(١) سقط من (أ) لفظ (له)
(٢) في (أ) بزيادة لفظ (فيه)
(٣) في (ب) السرير بدلا من «الكرسي»
(٤) في (ب) بالعقل بدلا من (بالفعل)
(٥) الصورة في اللغة : الشكل والصفة والنوع ، ولها في عرف العلماء عدة معان :
أ ـ الصورة هي الشكل الهندسي المؤلف من الأبعاد التي تتحد بها نهايات الجسم كصورة ـ