داخلة في أنواعه من الفلكيات والعنصريات ، وسيجيء أن محلها أيضا هو الهيولي. وعند الأقدمين من الحكماء. الجوهر إن كان متحيزا فجرماني وهو الجسم لا غير إذ لا يثبت وجود جوهر حال هو الصورة ، وآخر محل هو الهيولي ، وإنما الهيولي اسم للجسم من حيث قبوله الأعراض المحصلة للأجسام المتنوعة ، والصورة اسم لتلك الأعراض ، وإن لم يكن متحيزا فروحاني وهو النفس والعقل.
قال (تنبيه)
[المحل أعم من الموضوع ، والحال من العرض ، والموضوع مباين للعرض ، والمحل أعم منه من وجه ، واستناد العرض (١) إلى الموضوع قد يكون بوسط ، فيكون الوسط محلا لا موضوعا].
قد سبق أن الموضوع هو المحل المقوم للحال ، فيكون المحل أعم منه ، وأن الحال قد يكون جوهرا كالصورة ، وقد يكون عرضا فيكون أعم من العرض ، وأن العرض لا يقوم بنفسه ، فلا يقوم بغيره ، وإن جاز كونه محلا للعرض (٢) بمعنى الاختصاص الناعت (٣) فيكون بين العرض والموضوع مباينة كلية ، وأما بين العرض والمحل فعموم من وجه لتصادقهما في عرض يقوم به عرض ، وتفارقهما حيث يكون المحل جوهرا ، أو يكون العرض مما لا يقوم به شيء. فإن قيل :
__________________
ـ الشمع المفرغ في القالب : فهي شكله الهندسي. والصورة هي الصفة التي يكون عليها الشيء كما في قولنا : إن الله خلق آدم على صورته. والصورة هي النوع يقال : هذا الأمر على ثلاث صور أي على ثلاثة أنواع يقال صورة الإنتاج أي أنواع الإنتاج ، وقد تطلق الصورة على ما به يحصل الشيء بالفعل كالهيئة الحاصلة للسرير بسبب اجتماع خشباته. وهي بهذا المعنى علة. أي علة صورية. يقابلها العلة المادية ، والعلة الفاعلية ، والعلة الغائية.
(١) العرض : ضد الماهية ، وهو ما لا يدخل في تقويم طبيعة الشيء أو تقويم ذاته كالقيام والقعود للانسان فهما لا يدخلان في تقويم ماهيته.
والعرض ضد الجوهر ، لأن الجوهر هو ما يقوم بذاته ، ولا يفتقر إلى غيره ليقوم به ، على حين أن العرض هو الذي يفتقر الى غيره ليقوم به ، فالجسم جوهر يقوم بذاته اما اللون فهو عرض ، لأنه لا قيام له إلا بالجسم ، وكل ما يعرض في الجوهر من لون وطعم وذوق ، ولمس ، وغيره ، فهو عرض لاستحالة قيامه بذاته.
(٢) في (أ) بزيادة لفظ (للعرض)
(٣) في (ب) الباعث بدلا من الناعت