خاتمة
(قال : خاتمة.
قدرة الله تعالى غير متناهية. بمعنى أن جواز تعلقها لا ينقطع ، وشاملة للكل بمعنى أن تعلقها لا يقتصر على البعض ، لأن المقتضى للقادرية هو الذات. والمصحح للمقدورية هو الإمكان ، ولا تمايز قبل الوجود يخصص البعض ، والأولى التمسك بمثل : (وَاللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (١)).
قال : خاتمة قدرة الله تعالى غير متناهية. إما بمعنى أنها ليست لها (٢) طبيعة امتدادية تنتهي إلى حد ونهاية ، أو بمعنى أنها لا يطرأ عليها العدم ، فظاهر لا يحتاج إلى التعرض ، وإما بمعنى أنها لا تصير بحيث يمتنع تعلقها فلأن ذلك عجز ونقص (٣) ولأن كثيرا من مخلوقاته أبدية كنعيم الجنان ، وذلك بتعاقب جزئيات لا نهاية لها بحسب القوة والإمكان ، ولأن المقتضى للقادرية هو الذات ، والمصحح للمقدورية هو الإمكان ، ولا انقطاع لهما ، وبهذا استدلوا على شمول قدرة الله تعالى لكل موجود ممكن بمعنى أنه يصح تعلقها به ، ولما توجه عليه أنه لم لا يجوز اختصاص بعض الممكنات بشرط التعلق القدرة ، أو مانع عنه ، ومجرد (٤) وجوده (٥) المقتضى ، والمصحح لا يكفي بدون وجود الشرط وعدم المانع.
أجيب : بأنه لا تمايز للممكنات قبل الوجود ليختص البعض بشرائط التعلق وموانعه دون البعض ، وهذا ضعيف على ما سبق ، فالأولى التمسك بالنصوص الدالة على شمول قدرته مثل : (وَاللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (٦).
__________________
(١) سورة البقرة آية رقم ٢٨٤.
(٢) في (أ) بزيادة لفظ (لها).
(٣) في (ب) ونقص بدلا من (نقص).
(٤) في (ب) وتجرد بدلا من (ومجرد).
(٥) سقط من (أ) لفظ (وجوده).
(٦) سورة البقرة آية رقم ٢٨٤.