مخالفة المجوس في شمول القدرة
(قال : وخالف المجوس.
في الشرور حتى الأجسام المؤذية والنظام في خلق الجهل والكذب وسائر القبائح ، وعبّاد فيما علم تعالى. أنه لا يقع لامتناع وقوعه عنه ، والبلخي في مثل مقدور العبد لكونه عبثا أو سفها أو تواضعا. ورد بعد تسليم الحصر بأنها عوارض لا تمنع التماثل والجبائي في عينه لأن المقدور بين قادرين يستلزم صحة مخلوق بين خالقين ، ونحن نمنع اللزوم بناء على أن قدرة العبد غير مؤثرة ، وأبو الحسن بطلان اللازم كما في حركة جوهر ملتصق بكفي جاذب. ودافع معا).
قال : وخالف المجوس (١) المنكرون لشمول قدرة الله تعالى. طوائف منهم المجوس القائلون بأنه لا يقدر على الشرور حتى خلق الأجسام المؤذية. وإنما القادر على ذلك فاعل آخر عندهم (أهرمن) لئلا يلزم كون الواحد خيرا شريرا ، وقد عرفت ذلك. ومنهم النظّام (٢) وأتباعه القائلون بأنه لا يقدر على خلق الجهل والكذب والظلم ، وسائر القبائح ، إذ لو كان خلقها مقدورا له لجاز صدورها عنه ، واللازم باطل
__________________
(١) المجوس : هم عبدة النيران القائلين أن للعالم أصلين ، نور وظلمة ، قال قتادة : الأديان خمسة. أربعة للشيطان وواحد للرحمن ، وقيل المجوس في الأصل النجوس لتدينهم باستعمال النجاسات. والميم والنون. يتعاقبان كالغيم والغين ، والأيم والأين.
راجع تفسير القرطبي ج ١٢ ص ٢٣.
(٢) هو إبراهيم بن سيار بن هانئ البصري أبو إسحاق النظام : من أئمة المعتزلة قال الجاحظ «الأوائل يقولون في كل الف سنة رجل لا نظير له فان صح ذلك فأبو اسحاق من أولئك «تبحر في علوم الفلسفة واطلع على أكثر ما كتبه رجالها صاحب فرقة تسمى (النظامية) نسبة إليه في لسان الميزان : أنه منهم بالزندقة وكان شاعرا اديبا ولمحمد عبد الهادي أبي ربدة كتاب (إبراهيم بن سيار) توفي سنة ٢٣١ ه.
راجع اللباب ٣ : ٢٣٠ وخطط المقريزي ١ : ٣٤٦ والنجوم الزاهرة ٢ : ٢٣٤.