ادعاء الفلاسفة أن الله تعالى لا يعلم الجزئيات
(قال : والفلاسفة في العلم بالجزئيات.
على وجه الجزئية لاستلزامه التغير في القديم كما إذا علم أن زيدا سيدخل ثم دخل فإنه ينقلب جهلا أو يزول إلى علم آخر ، ورد بأن من الجزئيات ما لا يتغير كذات الله تعالى. وإن تغير الإضافة لا يوجب تغير المضاف إليه (١) كالقديم يوجد قبل الحادث ثم معه ثم بعده فمن جعل العلم إضافة لم يلزمه تغير الذات ومن جعله صفة ذات إضافة لم يلزمه تغيره فضلا عن الذات ، وإلى هذا يشير (٢) ما قيل : إن علم الباري بأن الشيء سيوجد نفس علمه بأنه وجد فإن من استمر إلى الغد على أن زيدا يدخل الدار غدا فهو بهذا العلم بعينه يعلم في الغد أنه دخل والعلم لا يتغير بتغير المعلوم (٣) كما لا يتكثر بمنزلة مرآة تنكشف بها الصور ، وإنسان ينتقل الجالس عن يمينه إلى يساره.
ولظهور أن هذا لا يصح على القول (٤) بكون العلم تعلقا بأن العالم والمعلوم ، رد أبو الحسين على ما قال به من المعتزلة :
أولا : بأن من استمر على أن زيدا يدخل البلد غدا وجلس في بيت مظلم بحيث لم يعلم دخول الغد لم يكن (٥) عالما بأنه دخل.
وثانيا : بأن متعلقهما مختلفان وشرطهما متنافيان إذ العلم بأنه وجد مشروط بوجوده ، وبأنه سيوجد مشروط بعدمه وإلا لكان جهلا.
__________________
(١) سقط من (ب) و (أ) لفظ (إليه).
(٢) في (ج) نسبه.
(٣) سقط من (ب) و (أ) لفظ (المعلوم).
(٤) سقط من (ب) و (أ) لفظ (على القول).
(٥) في (ج) لم يصر بدلا من (لم يكن).