خاتمة
(قال : خاتمة.
المذهب أنه تعالى يدرك الروائح والطعوم ومثل الحرارة والبرودة إلا أن الشرع لم يرد بذلك ولم يجوز العقل كونه شاما ذائقا لامسا لكونها من صفات الأجسام مع أنها لا تنبئ عن حقيقة الإدراك لصحة قولنا شممته فلم أدرك ريحه).
قال : خاتمة. قال إمام الحرمين رحمهالله الصحيح المقطوع به عندنا : وجوب وصف الباري تعالى بأحكام الإدراكات الأخر. أعني الإدراك المتعلق بالطعوم والمتعلق بالروائح ، والمتعلق بالحرارة والبرودة ، واللين والخشونة ، إذ كل ادراك يعقبه (١) ضد هو آفة (٢) فما دل على وجوب وصفه بحكم السمع والبصر ، دل على وجوب وصفه بأحكام الإدراكات ، ثم يتقدس الباري تعالى عن كونه ، شاما ، ذائقا ، لامسا ، فإن هذه الصفات تنبئ عن اتصالات يتعالى الرب عنها ، مع أنها لا تنبئ عن حقائق الإدراكات. فإنك تقول : شممت تفاحة ، فلم أدرك ريحها ، وكذلك الذوق واللمس.
__________________
(١) في (ب) ينفيه بدلا من (يعقبه)
(٢) سقط من (ب) لفظ (آفة).