المبحث السادس
في أنه متكلم
(قال : المبحث السادس.
في أنه تعالى متكلم تواتر القول بذلك عن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام مع ثبوت صدقهم بالمعجزات من غير توقف على الكلام وقد يستدل بأن ضده في الحي نقص أو قصور في الكمال على ما قد مرّ ثم كلامه عندنا صفة أزلية منافية للسكوت والآفة يدل عليها بالعبارة أو الكتابة ليست من جنس الأصوات والحروف ، وخالفنا في ذلك جميع الفرق ذهابا إلى أن المعقول من الكلام هو الحي دون النفي ولم يقل بقدمه إلا (١) الحنابلة (٢) والحشوية (٣) جهلا منهم أو عنادا إذ لا خفاء في ترتب أجزائه وامتناع بقائه وزعم الكرامية أنه مع حدوثه قائم بذات الله تعالى وسموه قوله. وجعلوا كلامه عبارة عن القدرة على (٤) إيجاد القول.
وعند المعتزلة هو حادث في جسم ما ، ومعنى تكلم الباري تعالى به خلقه فيه).
المبحث السادس :
في أنه متكلم ، تواتر القول بذلك عن الأنبياء ، وقد ثبت صدقهم بدلالة
__________________
(١) سقط من (أ) و (ب) لفظ (إلا).
(٢) الحنابلة أتباع أحمد بن حنبل ، وهم يعتمدون على نصوص الكتاب والسنّة ، وفكرة العالم الإسلاميّ عنهم أنهم يتشددون في أمر العقيدة ويقول عنهم المستشرق (لاوست) ما من مرة هوجم الإسلام سياسيا أو عسكريا إلا اتجه نحو المذهب الحنبلي الذي ينادي في قوة وحماس بالرجوع إلى السنّة.
(٣) الحشوية : فرقة من فرق المعتزلة ، سموا كذلك نسبة إلى الحشو ، ويقصد به أسافل الناس ، كما يقصد به الزائد من الكلام. أي اللغو ، ذلك أن الحشوية أو أهل الحشو أخذوا بظواهر القرآن دون تبصر حتى وقعوا في الاعتقاد بالتجسيم.
راجع القاموس الإسلاميّ ج ٢ ص ١٠٢.
(٤) في (ب) علم بدلا من (على).