الدليل الرابع
(قال : الرابع.
إن الأمر والنهي والخبر حيث لا مخاطب ولا سامع سفه وعبث ، وأجيب بأن كلامه إنما يصير أحد الأقسام فيما لا يزال ولو سلم ففي الكلام النفسي يكفي مجرد مخاطب معقول ، وإلى هذا يؤول ما قاله الجمهور إن المعدوم مأمور على تقدير الوجود ، فالأمر الأزلي اقتضاء ممن سيكون كطلب (١) التعلم من ابن سيولد ، وكأوامر النبي صلىاللهعليهوسلم ـ لمن يوجد ، وأيضا السفه أن يخلو عن الحكمة ما يتعلق بها ، والقديم ليس كذلك ولو سلم فيكفي وجود الحكمة ولو بعد حين).
ـ قوله ـ
الرابع : تقديره (٢) أن كلامه يشتمل على أمر ونهي وإخبار واستخبار ونداء وغير ذلك ، فلو كان أزليا لزم الأمر بلا مأمور والنهي بلا منهي ، والإخبار بلا سامع والنداء (٣) والاستخبار بلا مخاطب ، وكل ذلك سفه وعبث لا يجوز أن ينسب إلى الحكيم تعالى وتقدس.
وأجيب بوجوه : أحدها لعبد الله بن سعيد القطان وهو أن كلامه في الأزل ليس بأمر ولا نهي ، ولا خبر ذلك وإنما يصير أحد الأقسام فيما لا يزال.
فإن قيل : وجود الجنس من غير أن يكون أحد الأنواع ليس بمعقول ، وأيضا التغيير على القديم (٤) محال.
__________________
(١) سقط من (ج) لفظ (كطلب).
(٢) في (ب) تقريره بدلا من (تقريره).
(٣) في (أ) بزيادة لفظ (والنداء).
(٤) في (ب) التفسير بدلا من (التغيير).