بقية الأدلة
(قال : الخامس.
لو كان أزليا لكان أبديا فيبقى التكليف في دار الجزاء.
السادس : يكون مكالمة موسى عليهالسلام أبدا لا في الطور وحده.
السابع : يستوي نسبته إلى المتعلقات فيكون المأمور منهيا وبالعكس.
قلنا : التعلق حادث بالاختيار).
الخامس :
قال : الوجه الخامس والسادس : من تمسكات المعتزلة أن الأمر لو كان أزليا لكان التكليف باقيا أبدا حتى في دار الجزاء لأن ما يثبت قدمه امتنع عدمه ولما اختص مكالمة موسى عزم بالطور (١) ، بل استمر أزلا وأبدا واللازم باطل إجماعا.
وجوابهما : أن الكلام وإن كان أزليا لكن تعلقاته بالأشخاص والأفعال حادثة بإرادة من الله تعالى واختيار فيتعلق الأمر بصلاة زيد مثلا بعد بلوغه ، وينقطع عند موته ، ويتعلق الكلام بموسى عليهالسلام ، في الطور ، على أنك إذا تحققت فالمختص بالطور سماع الكلام وظهوره ، وبهذا يخرج الجواب عن الوجه السابع وهو أن القديم يستوي نسبته إلى جميع ما يصح تعلقه به كما في العلم والقدرة ، فيتعلق الأمر والنهي بكل فعل حتى يكون المأمور منهيا وبالعكس ، واللازم باطل قطعا ، وهذا إلزامي علينا حيث لا يقول بالحسن والقبح لذات الفعل ليمنع صحة تعلق الأمر بما يتعلق به النهي وبالعكس ...
__________________
(١) الطور : اسم الجبل الذي كلم الله عليه موسى ، وأقسم الله به تشريفا له وتكريما ، وهو أحد جبال الجنة ، قال مجاهد : الطور هو بالسريانية الجبل ، والمراد به طور سينا ، وقاله السدي ؛ وقال مقاتل بن حيان هما طوران يقال لأحدهما : طور سينا ، والآخر طور زيتا ، لأنهما ينبتان التين والزيتون. وقيل : إن الطور كل جبل أنبت ، وما لا ينبت فليس بطور. راجع تفسير القرطبي ج ١٧ ص ٥٨ وما بعدها.