خاتمة
(قال : خاتمة.
المذهب أن كلامه الأزلي واحد يتكثر بحسب التعلق لا على أنه إنما يتكثر بحسب التعلق لا على أنه إنما يتكثر فيما لا يزال ، كما زعم ابن سعيد ، ولا على أنه خبر ومرجع البواقي إليه كما زعم الإمام الرازي ، بل على أنه إنما ثبت بالسمع ولم يرد بالتعدد ، ولم يمتنع التكلم بالأمر والنهي والخبر وغيرها بكلام واحد كما في العلم والقدرة.
قال : خاتمة المذهب : أن كلامه الأزلي واحد. قال عبد الله بن سعيد : إنه في الأزل ليس شيئا من الأقسام ، وإنما يصير أحدهما فيما لا يزال وقد عرفت ضعفه.
وقال الإمام الرازي : هو في الأزل خبر ، ومرجع البواقي إليه ، لأن الأمر بالشيء إخبار باستحقاق فاعله الثواب ، وتاركه العقاب ، والنهي بالعكس ، وعلى هذا القياس وضعفه ظاهر ، لأن ذلك لازم الأمر والنهي لا حقيقتهما والأقرب ما ذكره إمام الحرمين ، وهو أن ثبوت الكلام إنما هو بالسمع ، دون العقل ، ولم يرد بالتعدد ، بل انعقد الإجماع على نفي كلام فان قديم ، ولم يمتنع التكلم بالأمر والنهي والخبر وغيرها بكلام واحد.
فحكمنا بأنه واحد يتعلق بجميع التعلقات كما في سائر الصفات ، وإن كانت العقول قاصرة عن إدراك كنه هذا المعنى ، وإذا تحققت فالأمر كذلك في الذات ، وجميع الصفات ، وقد يستدل على وحدة الكلام بأنه لو تعدد لم ينحصر في عدد لأن نسبة الموجب إلى جميع الأعداد على السواء ، وقد مرّ ذلك في القدرة.