٢ ـ أدلة المخالف على عدم الرؤية
(إن الرؤية إما بالشعاع أو الانطباع وكلاهما ظاهر الامتناع قلنا لو سلم اللزوم ففي الشاهد خاصة).
ـ قوله ـ
الثاني : الشبهة الثانية شبهة الشعاع والانطباع وهي أن الرؤية إما باتصال شعاع العين بالمرئي ، وإما بانطباع الشبح من المرئي في حدقة الرائي على اختلاف المذهبين ، وكلاهما في حق الباري تعالى ظاهر الامتناع فتمتنع رؤيته.
والجواب : أن هذا مما نازع فيه الفلاسفة فضلا عن المتكلمين على ما سبق في بحث القوى. ولو سلّم فإنما هو في الشاهد دون الغائب. إما على تقدير اختلاف الرؤيتين بالماهية فظاهر ، وإما على تقدير اتفاقهما فلجواز أن يقع أفراد الماهية الواحدة بطريق مختلفة.
٣ ـ الشبهة الثالثة
(قال :
إنه لو صحت رؤيته لدامت في الجهة (١) بل في الدنيا والآخرة لتحقق الشرط الذي يعقل في رؤيته من سلامة الحاسة وكونه جائز الرؤية وإلّا لجاز أن يكون بحضرتنا جبال شاهقة وبحار هائلة لا نراها بعدم خلق الله الرؤية أو الانتفاء شرط خاص لها قلنا انتفاؤها ليس مبنيا على ذلك بل (٢) ضروريا كسائر العاديات ثم لو سلم
__________________
(١) في (ج) الجنة بدلا من (الجهة).
(٢) في (ج) بزيادة (بل).