٥ ـ الشبهة السمعية
(قال (الخامس)
قوله تعالى : (لَنْ تَرانِي) (١) ولن للتأبيد أو للتأكيد في المستقبل ، وحيث لا يراه موسى عليهالسلام لا يراه غيره بالإجماع.
قلنا : التأبيد لم يثبت عن الثقات ، والتأكيد لا يقتضي عموم الاوقات
هذه ثانية الشبه السمعية وتقريرها أن الله تعالى خاطب موسى عليهالسلام عند سؤاله الرؤية بقوله (لَنْ تَرانِي) (٢) وكلمة «لن» للنفي في المستقبل على سبيل التأبيد فيكون نصا في أن موسى عليهالسلام لا يراه (٣) في الجنة ، أو على سبيل التأكيد ، فيكون ظاهرا في ذلك لأن الأصل في مثله عموم الأوقات ، وإذا لم يره موسى عليهالسلام لم يره غيره إجماعا.
والجواب : أن كون كلمة «لن» (٤) للتأبيد لم يثبت ممن يوثق به من أئمة اللغة وكونها للتأكيد ، وإن ثبت بحيث لا يمنع إلا مكابرة. لكن لا نسلم دلالة الكلام على عموم الأوقات لا نصا ولا ظاهرا.
ولو سلّم الظهور فلا عبرة به في العلميات سيما مع ظهور قرينة الخلاف وهو وقوعه جوابا لسؤال الرؤية في الدنيا على أنه لو صرح بالعموم وجب الحمل على الرؤية في الدنيا توفيقا بين الأدلة.
__________________
(١) سقط من (ج) لفظ (لن).
(٢) هذا جزء من آية من سورة الأعراف ١٤٣ والآية : (قالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قالَ لَنْ تَرانِي وَلكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكانَهُ فَسَوْفَ تَرانِي ...) الخ.
(٣) في (ب) لما بدلا من (لا).
(٤) في (ب) الكلمة بدلا من (كلمة لن).