المعدنية والنباتية والحيوانية وفي اختلاف صفات لها وأحوال (١) ، وقد صح الاستدلال بذواتها وصفاتها لإمكانها وحدوثها على وجود صانع قديم قادر حكيم فتأتي في أربعة طرق هي الشائعة فيما بين الجمهور وأشير إليها في أكثر من ثمانين موضعا من كتاب الله تعالى. كقوله تعالى : (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِما يَنْفَعُ النَّاسَ ، وَما أَنْزَلَ اللهُ مِنَ السَّماءِ مِنْ ماءٍ فَأَحْيا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها وَبَثَّ فِيها مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ ، وَتَصْرِيفِ الرِّياحِ وَالسَّحابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) (٢).
وكقوله تعالى : (وَمِنْ آياتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومَ مُسَخَّراتٍ بِأَمْرِهِ)(٣).
وكقوله تعالى : (سَنُرِيهِمْ آياتِنا فِي الْآفاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ) (٤).
وكقوله تعالى : (أَلَمْ نَخْلُقْكُمْ مِنْ ماءٍ مَهِينٍ) (٥).
وكقوله تعالى : (وَمِنْ آياتِهِ خَلْقُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوانِكُمْ)(٦).
إلى غير ذلك من مواضع الإرشاد إلى الاستدلال بالعالم الأعلى من الأفلاك (٧) والكواكب وحركاتها وأوضاعها ، والأحوال المتعلقة بها ، وبالعالم الأسفل من طبقات العناصر ، ومراتب امتزاجاتها ، والآثار العلوية والسفلية ، وأحوال المعادن والنبات والحيوانات ، سيما الإنسان ، وما أودع بدنه مما يشهد به علم التشريح (٨) وروحه بما
__________________
(١) في (ب) وأحواله.
(٢) سورة البقرة آية رقم ١٦٤.
(٣) سورة الأعراف آية رقم ٥٤.
(٤) سورة فصلت آية رقم ٥٣.
(٥) سورة المرسلات آية رقم ٢٠.
(٦) سورة الروم آية رقم ٢٢.
(٧) سقط من (ب) حرف الجر (من).
(٨) علم دراسة بناء الجسم ، ومواقع أعضائه بعضها من بعض ، وذلك عن طريق تقطيعه إلى أجزاء فإذا امتدت الدراسة إلى أنسجة الجسم ، وجرى فحصها تحت «الميكروسكوب» سميت حينئذ التشريح ـ